بقلم : الخضير قدوري

الاقتصاد

 

 

احدى ايات خواتم المعرفة على الارض انتشار العولمة ، وثانيتها غزو الفضاء . ومن مؤشراتها على العارفين معرفة الذات و ادراك قيمة النفس المادية والمعنوية ذلك ما ينبغي ان تعرفه اخي القارئ وانت سيد العارفين فمعرفتك لذاتك وادراكك لقيمتك المادية ووزنك الذهبي بغض النظر عن الاقتصادي ومركزك الاجتماعي باستثناء مستواك الثقافي والفكري والعلمي ذلك راس الحكمة . فلو فرضناك جدلا عملة بدلا من كونك انسانا وشخصية أي شخصية مجردة من كل ممتلكاتها ومكتسباتها باستثناء هويتها المغربية وعرضت في سوق برصة القيم العالمية بحجم الدرهم المغربي قلما ستتمالك وستندب حظك عندما تتراى لك قيمتك على اللوحة المضيئة وهي لا تتعدى عشر دولارات اجل اخي القارئ ان تكون وزيرا في قمة هرم الحكومة او غفيرا في اسقل قاعدتها . ومهما كان موقعك الاجتماعي طبيبا اومهندسا مريضا اوسليما غنيا اوفقيرا صاحب ضيعات بعشرات الهكتارات ومزارع بمئات الكيلومترات ورب معامل ومصانع وكن من تكن فقيمتك لا تتعدى 10 دولارات بالعملة الامريكية و 10 اوروات بالعملة الاوربية ومائة درهم بالعملة الوطنية فان تكن بضاعة ستشترى بهذا الثمن مع مراعات سعر الصرف فقيمة ديك بلدي منك اغلى . فانت ومن لا يملك درهما ولا يجد رغيفا ومالك الضيع والمعامل والعقارات والمصانع سواء في سوق البرصة العالمية ، وقيمتك الذهبية لا تتجاوز غراما واحدا او جزءا من الف جزء في الحد الاقصى حسب حجم احتياطي وطنك من الذهب لدى البنك المركزي والذي لا يتعدى 22 طنا بقيمة 8 ملايير درهم جعلت مغربك يحتل المرتبة 8 عربيا و 56 عالميا حسب ما نقلته مجلة ” فورس ” الامريكية عن مجلس الذهب العالمي . فهل عرفت قيمتك الان بين امثالك في العالم . بمعرفة ما يعز عليك بحجم قيمته كذلك الشان حينما راينا جنديا اسرائيليا يفتدى بمئات الاسرى الفلسطينيين  واي انسان على السلم ما دون الخمسين هو اغلى منا قيمة . على العموم ما اريد ان انتهي اليه هو قيمة الانسان المغربي التي لا تتعدى 10 دولارات مهما كان كسبه بالمليارات ومهما كانت ممتلكاته من النفائس و المجوهرات قد تبقى قيمته في سوق البرصة العالمية  كقيمة أي متسول في شوارع مدينته وكاي صبي في حضن امه وكاي منبوذ في زوايا حيه وكاي ذكر او انثى على حد سواء . وما يجب ان نعرفه ونحن جميعا نقف على مشارف خواتم المعرفة الى جانب أمثالنا في سوق القيم العالمي . رافعين فوق رؤوسنا رايتنا المغربية متمسكين بعملتنا الوطنية اننا سنولي السوق إدبارنا وسنسحب من البرصة عملتنا عندما سنجدها لا تساوي قيمتها فنجان قهوة في إحدى المقاهي الغربية او الشرقية اذاك سنعلم ان القيم الإنسانية اذا ما قورنت بالقيم المادية تحدد حجم الأوطان و أوزانها ولا يتم ذلك الا اذا تنامت في الدواخل الروح الوطنية وتعبات العقول بالأفكار النيرة والثقافة العالية واغتنت النفوس بالقناعة والإيمان وامتطى الإنسان المغربي مطايا المعارف وركب مراكب العلوم لمواكبة العولمة ومسايرة روح الديمقراطية قد يقلقنا تواجدنا في النهاية او ما قبلها بقليل في طابور من مئات المتقدمين وقد يسئمنا  وقوفنا هناك لزمن طويل ويستفزنا  تجاوز اللاحقين وبالتالي ستبقي قيمتنا المادية مهما كدسنا من الثروات وأحرزنا من الممتلكات اقل من قيمة الديك البلدي

         أحببنا أم كرهنا أفلا يجعلنا  هذا الواقع نخجل  من أنفسنا حينما نرتدي بدلات بآلاف الدراهم ونركب سيارات من أخر طراز بعشرات الاف الدراهم لكن مع الأسف تبقى قيمة شخصيتنا محددة في مائة درهم او 10 دولارات او 10 اوروات . ان كنا شاعرين  بحدة الوضع ومرارة الواقع يجب ان نكون مؤمنين بالتغيير وقادرين على التغيير ومحفزين الى التغيير