تاوريرت بريس : 

مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة

 

ثمن المواطنون و العلماء المغاربة و بعض الخبراء الدوليين اهتمام جلالة الملك محمد السادس المتواصل بالحقل الديني ونوهوا بإيمانه الراسخ وتشبثه القوي بالمذهب المالكي والعقيدة الاشعرية . كما أكد على ذلك يوم 14 يونيو 2016 خلال حفل تنصيب المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. هذه المؤسسة التي أمر جلالته بإحداثها و استكملت اليوم الآليات الممهدة لانطلاق نشاطها والتي يمكن اعتبارها خطوة استباقية للمغرب في مواجهة الجهل والزيف والتطرف من خلال العمل على إعادة هيكلة ِ الحقل الديني ، و إنجاح سياسة تدبير الشأن الروحي . كما قال جلالة الملك محمد السادس في عدة خطابات له ذكر من خلالها بأن العمل على تحسين ظروف عيش المواطنين المغاربة لا يعادله غير الحرص على ضمان أمنِهم الروحي وترسيخ النّموذج المغربي في تدبير الشأن الديني .
إن عناية جلالة الملك محمد السادس بالجانب الديني وسعيه إلى إشراك 121 عالما من 31 دولة من دول إفريقيا داخل هاته المؤسسة يأتي من منطلق الإحساس بالانتماء وتحمل المسؤولية تجاه هذه القارة التي ظلت لعقود طويلة تعاني في صمت وأمام أنظار العالم و المنتظم الدولي من الإهمال والتهميش حتى أضحت نقطة سوداء تترعرع في حضنها أفكار التكفير والتطرف . وهو ما أكده الخبير بول كارتيرون الرئيس الشرفي لمنتدى كرانس مونتانا بقوله ”الإشعاع الروحي لجلالة الملك يعتبر اليوم عنصرا محددا لمتانة الروابط التي تم نسجها عبر التاريخ في جو من الصداقة والسلم، في وقت تقع فيه القارة فريسة للتطرف الديني والإرهاب”
إن هاته المبادرة تعتبر خطوة حاسمة في تاريخ المغرب وتاريخ القارة الإفريقية إذ كشفت عن إرادة قوية لدول جنوب الصحراء إلى جانب المغرب في تخاذ خطوات تصحيحية تنطلق بالجانب الديني والروحي من مرحلة الأقوال إلى مرحلة الأفعال عبر نشر قيم الدين السمحة وتنشيط الحركة الفكرية والعلمية والثقافية بالإضافة إلى توطيد الأواصر التاريخية التي تجمع المغرب و البلدان الإفريقية .
وذلك يظهر بشكل واضح من خلال دورات تكوين الأئمة و الخطباء الأفارقة بالمغرب ودعم المؤسسات والمراكز الدينية الإفريقية واتخاذ مدينة فاس العريقة مركزا لهذه المؤسسة إضافة إلى الجهود المبذولة من اجل الصيانة والنهوض بالموروث الروحي والمعماري التي تعكس الالتزام الراسخ لجلالة الملك محمد السادس الذي أعاد للشأن الديني الإفريقي الاهتمام الذي يستحقه وجعل من المغرب حصن يتصدى للكل مظاهر التطرف من خلال آليات تتجاوز المستوى الديبلوماسي إلى العمل المؤسساتي الذي يتيح فرصا للمشاركة المباشرة للفاعلين الدينيين .