محمد علي مبارك :

انفجار الوضع الاجتماعي بالجزائر

 

أفادت مصادر اعلامية ، أن العمليات التجسسة التي اطلقتها الجزائر على المهربين الذين ينشطون على الحدود المغربية الجزائرية، حيث أنشأت ما وصف ببنك معلومات، يتضمن معطيات دقيقة عنهم من عناوين وأرقام هواتف والمواد التي تخصصوا في تهريبها لوضعهم تحت المراقبة الأمنية لعناصرها المنتشرين قرب الحدود في اطار ما اصبح يعرف بمخطط ” للا مغنية ” لم تعط تمارها ، ويبدو هذا جليا من خلال المواجهة القوية التي تعرض لها عمار سعداني رئيس حزب التحرير الوطني الجزائري الذي حل بمغنية المتاخمة للحدود المغربية الجزائرية من طرف شبان عاطلين طالبوه بفتح الحدود فورا بدل السماع لخطاب لن يجدي نفعا، بل وحسب مصادر من عين المكان فقد هدد مجموعة من الشباب بالنزوح الجماعي في اتجاه المغرب في حالة تعنت النظام الجزائري باستمرار اغلاق الحدود.
وكان من المفروض حسب نفس المصادر ان تقوم الجزائر بوضع برنامج تنموي خاص لإنقاذ سكان المناطق الحدودية من الفقر والجوع في ظل استمرار الحضر المفروض على الحدود والذي سيمنعهم من مزاولة أي نشاط تهريب سواء على المدى القريب أو البعيد، مما ادى الى انتشار البطالة والفقر بعد سد ابواب التهريب، لكن مع مرور الوقت اصبح البرنامج التنموي ” أضغاث احلام ” . هذا وقد وجهت جهات أمنية تقارير سوداء إلى مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية تتضمن تدهور الأوضاع المعيشية بالمناطق الحدودية الغربية مما بات يهدد بانفجار وشيك للجبهة الاجتماعية بسبب تدني المستوى المعيشي خلال الاسابيع الأخيرة ، ومن اجل السيطرة على الاوضاع تفيد اخبار من الحدود المغربية الجزائرية ان الحرس الجزائري قام في حركة غير عادية بعملية انزال واسعة لفيالق من الجنود على طول الشريط الحدودي من مدينة الغزوات الى قرية بوكانون بعدما قام بنصب الخيام على طول مسافة 20 كلم.
من جهة اخرى افادت مصادر مطلعة ظهور حركة عصيان لسكان اقصى الجنوب دخلت اسبوعها الثاني خاصة من طرف سكان تيمياوين وبرج باجي مختار على خلفية ما اسموه التلاعب في استكمال المشاريع الخاصة باستخراج مياه الشرب وتوصيلها للسكان والتي كلفت الخزينة العمومية مئات الملايير حيث سبق وان وعدت وزارة الموارد المائية في 2014 بتسليمها قبل شهر رمضان المنصرم، ومما زيد في الطين بلة شح التساقطات في المنطقة حيث كان بإمكان السكان سابقا من اختراق الحدود الجنوبية مع ابلهم نحو التراب المالي لبلوغ الابار والتي تكفلت الشركات الاجنبية بمهمة حفرها . وحسب المصادر التي أوردت الخبر فإن التقارير تضمنت ايضا تحذيرا واضحا من أية انتفاضة للمواطنين على مستوى جميع المناطق الحدودية الشرقية نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية بالبلدان المجاورة خاصة ليبيا إلى جانب توالي عمليات إفشال تسلل جماعات مسلحة إلى الأراضي الجزائرية عبر الحدود التونسية ناهيك عن الهجمات الإرهابية التي استهدفت قواعد نفطية وغازية بالصحراء الجزائرية. علما أن أغلب إن لم نقل جميع سكان المناطق الحدودية الشرقية كانوا يعيشون على مداخيل تهريب مختلف المواد سواء الغذائية أو الوقود خاصة نحو تونس وليبيا إلى جانب تهريب المواشي وغيرها من العمليات التي كانت تسجل على مستوى المناطق الحدودية والتي كانت تعد مصدر رزقهم الوحيد بعد أن أهمل أغلبهم زراعة الأراضي الفلاحية في ظل ازدهار عمليات التهريب خلال السنوات الفارطة.
وتأتي هته التطورات في ظل المشاكل العويصة الذي لا زالت تعاني منها الجزائر خاصة ظهور بوادر حركة انفصالية بمنطقة القبائل.