بقلم : الخضير قدوري 

عامل اقليم تاوريرت

 

 

          بعد أربعين يوما مرت على تنصيبه كعامل على إقليم تاوريرت لم تكن إلى حد ما كافية للاطلاع وتسليط الأضواء على كل الملفات المتشعبة في كثير من المجالات المتعلقة بالإقليم عامة وبتحضير عاصمته خاصة كما سبق أن اشرنا إليه ضمن مختلف مقالاتنا المنشورة على هذا الموقع  وبالأخص ما كان عنوانه ” أي خلف لأي سلف ” يبدو أن السيد العامل بالفعل قد أراد أن يكون في مستوى طموحات الساكنة حينما قام بالعمل على إلزام كل مسئول بالقيام بمهمته مع تحمل مسئوليته حتى لا يعود التذرع بإلقاء الحمل واللائمة على الآخرين فرارا من المحاسبة والمعاقبة ” واللي فرط يكرط ” ومن ثم علمنا انه قد قام  بتأسيس عدة لجن تختص في العمل على تحضير المدينة كعاصمة إقليم من حيث الشكل والمضمون ويتعلق الأمر بالنظافة والإنارة والمحافظة على البيئة ثم السهر على ضبط وتنظيم كل القطاعات الاجتماعية والتجارية والمهنية فيها فان دل ذلك على شيء إنما يدل على إستراتجية حكيمة  ستؤدي بالفعل إلى إعطاء صورة جديدة للمدينة التي تبدو لأي وافد عليها  من كل جهاتها عبارة عن قلاع من الأجور الأحمر كأي مشروع غير مكتمل عبارة عن قرية أو مدشر قد لا ترقي إلى مستوى المدن من حيث الشكل والمضمون بعيدا عن المساحيق والمنمقات  والطلاءات الزائفة  

     ولا أدل على ذلك مما رصده قضاة المجلس الأعلى للحسابات ضمن تقريرهم السنوي والذين صنفوا هذه المدينة ضمن خانة المصنفات المخجلة والأولى من بين المدن المتخلفة في كل المجالات لذلك قد يكون من الصعب على السيد العامل مواجهة التحديات المتراكمة التي تنتظره على مستوى الإقليم سيما إذا كان يعتمد على بعض أفراد البطانة السابقة  ولكن ما يبدو من خلال إستراتجيته العملية الرامية إلى تأسيس لجن حملها مسئولية القيام بواجباتها المنيطة بها في كل المجالات الموكولة إليها من اجل إخراج هذه المدينة من العشوائية والارتجالية التي تعتمدها في تدبير شؤونها المحلية  وتسيير أمورها الإدارية   

ولا شك في أن الوضع الغير المريح للسيد العامل نتيجة ما يحاط به من المخلفات الكثيرة  والتحديات الخطيرة قد تدعوه إلى الوقوف وقفة متأمل حكيم قبل أن يضع قدمه الأولى على بداية الطريق وعليه أن ينزع الأشواك ويكتسح الألغام قبل أن يمشي  خطوته الأولى في أي اتجاه وذلك ما يبدو واردا من خلال مبادراته  الأولية  نرجو أن لا تكون موسمية ونتمنى له مزيدا من العون والتوفيق من اجل التغلب على ما سيواجهه من صعوبات ومتاعب