تاوريرت بريس :

  البرلمان اليوناني

 

في قرار تاريخي اعترف البرلمان اليوناني اليوم الثلاثاء 22 دجنبر، بإجماع جميع نوابه بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ودعا حكومة بلاده الى الاعتراف بها.

ورحب البرلمان اليوناني في مستهل جلسته، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس كرئيس للدولة، واستقبل بحفاوة داخل البرلمان وسط تصفيقات النواب وبحضور كل من رئيس البرلمان نيكوس فوتسيس ورئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس.

وقال فوتسيس مخاطبا عباس “نرحب بكم بحضور رئيس الوزراء وأعضاء البرلمان ولجانه ورئيس لجنة الخارجية والدفاع بالبرلمان ولجنة الصداقة البرلمانية اليونانية الفلسطينية”.

وكانت لجنة الدفاع والخارجية بالبرلمان قد صادقت يوم الخميس بالإجماع على نص القرار الذي يدعو الحكومة للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وقد تلا رئيس البرلمان اليوناني خلال جلسة اليوم نص القرار وسلمه الى عباس.

وجاء في قرار البرلمان أن الاعتراف بدولة فلسطين التزام من الشعب اليوناني بالسلم والامن والازدهار في شرق المتوسط والشرق الاوسط، كما أن هذا الاعتراف يأتي تماشيا مع قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة ل 29 نوفمبر 2012 والذي اعترف بوضع فلسطين كبلد مراقب غير عضو.

وسجل القرار بانشغال كبير توقف مسلسل السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وأيضا تزايد أعمال العنف في المنطقة وتزايد وتيرة الانشطة الاستيطانية الاسرائيلية، مؤكدا أن اليونان تدعم بكل قوة حل الدولتين، حل تتعايش ضمنه اسرائيل والدولة الفلسطينية الموحدة والديمقراطية وذات سيادة على أساس حدود 1967 مع القدس الشرقية كعاصمة.

وجاء في القرار أيضا أن “البرلمان يدعو الحكومة اليونانية الى اعتماد جميع التدابير الضرورية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبذل كل الجهود الديبلوماسية للعمل على الاستئناف السريع والمباشر لمفاوضات السلام بين الطرفين”.

ومن جهته قال عباس في كلمته أمام البرلمان “أنا فخور لكوني في معقلالديمقراطية اليونانية، وأعرب لكم عن تقديري وامتناني الكبير لهذه الخطوة المتمثلة في دعوة حكومتكم للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة”.

وأضاف أن هذه المبادرة اليونانية تساهم بشكل كبير في وضع اسس الدولة الفلسطينية وتعزيز الصداقة العريقة بين شعبينا.

وشكر عباس البرلمان اليوناني على تصويته بالإجماع لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، ووصفه بالتصويت التاريخي.

وأكد حرص فلسطين على تنمية وازدهار عمق علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين اليونان وفلسطين وشعبيهما، مثمنا مواقف اليونان الثابتة والمبدئية مع فلسطين في كل المراحل، من أجل تمكين شعبنا من نيل حريته واستقلاله، مشددا على أن هذا التصويت اليوم سيترك لدى شعبنا الفلسطيني أصداء طيبة.

ورحبت حركة (فتح) بالقرار، وأشادت “بنضوج العلاقة بين فلسطين واليونان عبر سنوات طويلة جدا من تواصل القيادة الفلسطينية مع أصدقائنا اليونانيين”.

وقالت الحركة في بيان إن اليونان “بيت صديق ونحن نثمن هذه الخطوة النوعية كمثال تحتذيه الدول، ويرفع من عزة اليونان دولة وشعبا في العالم، من حيث قدرتها على اتخاذ موقف سياسي أخلاقي عادل تجاه شعبنا”.

ووصل عباس يوم الأحد الى أثينا، وأجرى الإثنين مباحثات مع الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس ثم رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس، أكد خلالها المسؤلان اليونانيان تمسكهما بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 مع القدس الشرقية كعاصمة، دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة ومندمجة ترابيا.

كما أعلن المسؤولان عن قرار اليونان اعتماد مصطلح فلسطين في مختلف أدبيات الإدارة اليونانية الرسمية بدل السلطة الوطنية الفلسطينية.

ويمثل هذا القرار خطوة رمزية هامة بالنسبة للفلسطينيين وتتويجا للعلاقات التاريخية بينهما والتي تميزت بدعم القضية الفلسطينية، غير أنه من المستبعد أن يكون له أي تأثير على العلاقات اليونانية الاسرائيلية التي عرفت خلال السنوات الاخيرة تطورا كبيرا في مختلف المجالات خصوصا العسكرية والاقتصادية.