تاوريرت بريس :

الخضير قدوري

 

المفاجآت الصادمة بدأت تنطلق منذ صباح اليوم على مستوى الجهات وتنزل على المواطنين كالصواعق والصواريخ المدمرة وستنتهي غدا بمهزلة انتخاب رؤساء المجالس على مستوى الأقاليم مما ينبغي لسكان مدينة تاوريرت كغيرهم أن يتحملوا اثر الصدمة العنيفة التي قد تدمر صرح أمالهم لا قدر الله هذه الصدمة التي حاولنا منذ بداية الحملة الانتخابية الإشارة إليها بالواضح والمرموز حتى يمكن للمنتخبين الاستعداد لتحمل وطأتها المدمرة.
منذ بداية الحملة الانتخابية كنا نتوقع اغتصاب إرادة الناخبين على كل المستويات ولقد أسهبنا في سرد المعاني والألغاز وضربنا لها من كل الأمثال لعل الحذر يجنب القدر ولكن هيهات و الى حد ما كنا نجد أنفسنا من المتخلفين والمتأخرين وتمنينا أن نكون كذلك ولكن مع الأسف مهما كانت رؤيتنا صادقة فقد كان تأويلها صادما وسيكون انعكاسها على ارض الواقع قاسيا .
على أي نتمنى أن لا تكون السنين الخمس الآتية كافية للم جراح هذه الصدمة وإتلاف أثارها ولعل الكيس لا يلدغ من الجحر مرتين أو ينسى اللبيب مأساة الماضي فتنطوي عليه الحيلة للمرة الأخرى فلا يعاود قراءته للتاريخ ولتراث الأولين في زمن لا يؤمن بالعلماء والمفكرين ولا يوثق بالمثقفين والعارفين بقدر ما يفسح المجال للمتعلمين والمبتدئين والنافذين المتسلطين المؤمنين بسلطان المال المهيمن على الوضع الذي يكسو الجبناء في كل المواطن مهابة وجمالا ويحل عقد السنة البكم إذا أرادوا فصاحة ويهب للضعفاء قوة إذا أرادوا قتالا .
سنة من سن قانون الكون وجعل الأيام دولا بين الناس ومن إذا أراد أن يهلك قرية أو امة أمر مترفيها ليفسقوا فيها ويفسدوا حتى إذا طفح الكيل وحق القول جعل عاليها على سافلها ثم دمرها تدميرا