بقلم : عزالدين قدوري

تاوريرت

 

مند أيام قليلة شهدت جل جهات و مدن المملكة الانتخابات الجماعية والجهوية لـ 04 شتنبر 2015 والتي طبعتها أجواء تنافسية حامية الوطيس بين الأحزاب السياسية . فكانت الكلمة الأولى والأخيرة للشعب المغربي الذي خلق المفاجئة التي أفضت إلى الإطاحة برؤوس حزبية هرمة و انتخاب كوادر جديدة . وكأن الشعب يريد بذلك توجيه رسالة مباشرة مفادها أن زمن السيبة قد ولى واليوم هو عصر جديد البقاء فيه للأصلح .
فأصبح هدا الحدث موضوع الساعة تتداوله السنة الشارع المغربي وتحلله أدمغة المثقفين وتدونه الجرائد الالكترونية والورقية والإعلام السمعي والبصري .
ومدينة تاوريرت كجزء من مغربنا الكبير فقد بدأت تستعيد طبيعتها العادية بعد تخلصها من مزبلة المنشورات الانتخابية التي غطت جل الشوارع و الأزقة وهي الآن تستعد لمرحلة جديدة يعتقد البعض أنها ستشكل منعطفا جديدا في تاريخ المدينة . غير أن البعض الأخر لا زال خائفا ، حائرا ، مضطربا ، مشتت الأفكار لا يعلم في أي اتجاه سيقود هدا المنعطف مستقبل المدينة .
إلا أن الشك لا زال يخيم على الكثيرين حول نتائج الانتخابات بتاوريرت وهم اليوم يطرحون أسئلة محيرة حول ما إذا كانت هاته النتائج ناجمة عن وعي حقيقي أم أنها وليدة مرحلة عابرة كغيرها من المراحل الانتخابية السابقة و أن السيناريو سيعيد نفسه كما في انتخابات سابقة تبادل الممثلون فيها الأدوار و انتقل فيها كرسي المجلس من حزب لأخر في حين بقيت المدينة غارقة في مشاكلها التي لا تعد ولا تحصى .
عموما ما تجدر الإشارة إليه أن مستقبل المدينة مرهون بأداء المجلس البلدي الجديد ومهما يكن فتنتظره مهام كبيرة ورئيسه أول ما يشترط فيه هو التحلي بنوايا حسنة و صادقة تجاه المدينة والشجاعة وقوة الإرادة للوقوف على مشاكل عدة لا زالت تتخبط فيها تاوريرت .
فالمدينة في حاجة ماسة إلى البحث عن سبل جديدة لتغيير ملامحها و رسم رؤية مستقبلية طويلة الأمد لمدينة مستقرة تتوفر بها على الأقل المرافق العمومية الضرورية كالمراكز الصحية و المرافق الاجتماعية و الثقافية الضرورية و التي لها علاقة يومية مع المواطن .