بقلم : عزالدين قدوري 

تاوريرت

 

ربما يكون الحديث عن الاستحقاقات الانتخابية المقبلة قد أخذ في الأيام القليلة الماضية حيزا كبيرا من صفحات الصحافة الوطنية لكن بالرغم من ذلك فلا تزال هناك بعض التساؤلات التي تفرض نفسها على المهتمين بالواقع السياسي المغربي إلى حد الساعة و أنا بصفتي واحد و كأي شاب متتبع للشأن الوطني بشكل عام و المحلي التاوريرتي بشكل خاص فلدي بعض الهواجس التي دفعتني لأعبر عنها ، و الكتابة عن انتخاباتنا البلدية القادمة .
من حيث مضمون وفلسفة الانتخابات كما هو مسطر قي القوانين الدولية و الوطنية والتي تعتبر الديموقراطية بمفهومها الفضفاض هي حكم الشعب من اجل الشعب ، وان لتلك الديموقراطية علاقة وطيدة كوجها العملة الواحدة لا يمكن أن تتأتى إلا من خلال حق الانتخاب والدي يعتبر بدوره هو الأخر حق و وسيلة ناجعة يتم من خلالها الوصول إلى مبتغى المواطن الذي ينتخب ويصوت بكامل حريته على العناصر الكفؤة والجديرة بتمثيله وتوفير كل سبل الحياة والعيش الكريم له . فاني افتح قلبي على مصراعيه وأرحب بهذا الحق الوطني الذي يفسح لنا المجال للمشاركة كشباب وكمواطنين في رسم معالم مستقبل بلدنا العزيز .
لكن قبل التطرق والخوض في موضوعي الأساس دعوني اطرح بعض الأسئلة الجوهرية:
1– هل مفهوم الانتخاب على ارض الواقع مماثل حقا للصورة والمفهوم المسطر والمرسوم له في الوثائق القانونية .
2- هل يمكن وصف الممارسات الانتخابية السائدة الآن في الساحة االسياسية التاوريرتية بالديموقراطية ؟؟
3- هل تمثل فعلا الفترة الراهنة فرصة ذهبية لمسح أسماء بعض الخصوم السياسيين وقيام آخرين على الساحة التاوريرتية ؟
4 – هل يمكن القول من خلال صورة الحملات الانتخابية أن مدينة تاوريرت بدأت تعود إلى مرحلة القبلية والعرقية ؟

5- هل أن ساكنة تاوريرت محكوم عليها في كل حملة انتخابية أن تبقى تائهة في حلقة التجربة و مسلمة أمرها للنفاق السياسي ؟

من خلال ما يبدو و ما نعيشه و نعايشه يوميا مند انطلاق الحملات الانتخابية فيمكن القول أن القوى السياسية التاوريرتية قد وصلت إلى حد فرض عليها للوصول إلى نسبة أصوات تؤهلها وتثبت وجودها على الخارطة السياسية أن تسلك سبيلا وعرا حافلا بالأشواك والمطايا المتمثلة في انخفاض نسبة التأييد الشعبي لكل حزب على حدة بسبب ما عانته مدينة تاوريرت خلال السنوات الماضية من مشاكل اجتماعية واقتصادية مست الساكنة و التجار والشباب العاطل و أنهكتهم ماديا و صحيا ونفسيا … لدرجة أصبحت فيها الأغلبية تردد قولها :
” لقد تلاشت ثقتنا في كل الأحزاب السياسية ، ولن نصوت بعد اليوم على ناخبين انغمست أطرافهم في مستنقع الانتهازية والوصولية ” .
وهي تصريحات نقدية تعبر عن استياء كبير لذى ساكنة تاوريرت . الأمر الذي يجعلنا نتكهن بمستقبل سياسي عقيم ناجم عن فقدان المصداقية في الأحزاب التي أصبحت تستقطب مترشحين أميين يفتقرون للمستوى الثقافي والوعي السياسي والضمير الاجتماعي و الأخلاقي … مبدأهم الأول و الأخير للنجاح في حملاتهم الانتخابية هو تقوية الروابط القبلية والطائفية . وهو بطبيعة الحال سلوك لا ديموقراطي لان المنتخب لا يمثل فئة دون غيرها ، وعزوف البعض من المثقفين إن لم نقل الكل عن التصويت بنسبة قريبة من النصف بالتساوي مع الطرف الأخر ، يجعلنا نسجل علامة استفهام كبرى خصوصا وان نخبة المثقفين هي أول من يفترض فيها المبادرة و الدعوة إلى التصويت .
بالتالي فان مدينة تاوريرت ستعرف تشكيل طبقة اعتمدت لوصولها إلى الحكم على معيار القبلية والفئوية وكثل التحالف … بفارق طفيف و بنسبة قريبة من نسبة الرافضين . وبالمقابل ستزداد الساحة السياسية تراجعا و فقدانا لمبدأ الثقة وستتولد عن ذلك عقبات وعراقيل أكثر في سبيل الممارسة الديموقراطية . وهو ما يستوجب على الأحزاب السياسية أن تتخذ إجراءات حكيمة من خلال القطع مع عهد السيبة ومع المفسدين واعتماد هياكل حزبية متمكنة و أعضاء في مستوى تطلعات الساكنة وإصلاح قوانينها الداخلية . وإلا فلتقرأ على المستقبل السياسي السلام .