سليمان بلقاسمي:

tathir sail 025

 

أكد المدير الإقليمي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الماء – ذات مساء (الجمعة 30 ماي 2014)، بقاعة هولسيم بمدينة العيون، على أن مشروع التطهير السائل لمدينة العيون ذو البعد الإيكولوجي العميق، سيساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة ومحيطها، وسيمكن من الحفاظ على صحة المواطنين وحماية البيئة من التلوث، بما فيها الموارد المائية والوسط الطبيعي.
لكن يبدو أن هذا الشعار العريض الذي رفعه السيد المدير، وهو يدشن الحملة التواصلية والأيام الإخبارية – كان مقررا أن تستمر حتى نهاية المشروع، حسب ما أكد عليه المتدخلون أثناء اللقاء التواصلي – التي تروم تحسيس الساكنة بأهمية هذا الورش الضخم، وحثها على الانخراط فيه، لم يصمد طويلا أمام اختلالات الواقع، وخروقات العمل على الأرض، فلا حملة تحسيسية تواصلت، ولا انخراط فعلي للساكنة تحقق، حيث بقي هذا اليوم التواصلي يتيما إلى حدود كتابة هذه الأسطر. ويبقى شعار التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة والمحافظة على صحة المواطن وحماية بيئته وموارده المائية في مهب الريح، إن لم تتعبأ ساكنة المدينة، ولم يتحرك شرفاؤها من أجل التصدي لهذه الاختلالات، ووضع حد للخروقات المسجلة، والعمل قبل فوات الأوان على إنجاح هذا المشروع الحيوي، الذي يندرج في إطار المخطط الوطني للتطهير السائل، والذي سيتم إنجازه بكلفة إجمالية تقدر بحوالي 12,8 مليار سنتيم، تشمل توسيع الشبكة الحالية، وتجديد حوالي 9 كيلومترات من الشبكة المتقادمة، إضافة إلى تشييد ثلاث محطات للضخ، ورابعة للتصفية.
كل المؤشرات والحقائق على الأرض تدل على انتكاسة جديدة تنضاف إلى انتكاسة التأهيل الحضري للمدينة، وكارثة مستشفى محلي أعطيت انطلاقة أشغاله في يوليوز 2011م، ولايزال المواطن العيوني يمني النفس بخروجه لأرض الواقع ذات يوم. فواقع تنفيذ هذا المشروع، وطريقة الإعداد له، والحصار المضروب على معطياته وبياناته، توشي بأن في الأمر خطبا ما، وأن القائمين عليه يسابقون الزمن من أجل فرض أمر واقع يصعب تعديله أو تغييره.
وفي ذات السياق، وتفعيلا لتعهدها بمتابعة هذا الملف الشائك، وحرصا منها على فضح الخروقات المسجلة، والتنبيه على جملة الاختلالات التي شابت المشروع منذ بداياته الأولى، وبعد سلسلة من الاتصالات والمراسلات لمختلف الأطراف المسؤولة عن هذا الورش، وبعد استنفاذ كل قنوات الحوار، و تأكيدها على استمرار نفس الممارسات، وتماطل القائمين على المشروع في تجاوزها، قررت الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بالعيون سيدي ملوك تنظيم وقفة احتجاجية بموقع الأشغال بمحج السلطان، بتاريخ 25 أبريل 2015م. وقد اختير هذا الموقع البعيد عن الأنظار مكانا لتنظيم الوقفة نظرا لخطورة الخروقات المسجلة هناك، والتي يملك الحزب تقريرا تقنيا عنها معززا بصور فوتوغرافية، حيث عرض التقرير أثناء مناقشة الملف بمناسبة دورة أبريل للمجلس البلدي، بحضور السلطات المحلية والمنتخبين وممثلين عن المقاولات المعنية بالأشغال. إلى أنه و بمجرد توصلها بالإشعار، تدخلت السلطة المحلية لتطلب تعليق الوقفة، مقابل تعهدها بوقف الأشغال حتى تنعقد لجنة المتابعة. وكبادرة حسن نية، قررت الكتابة المحلية للحزب تعليق الوقفة، وانتداب الأخ محمد نجمي نائب الكاتب المحلي ممثلا عنها لحضور أشغال لجنة المتابعة بتاريخ 27 أبريل 2015م بمقر المقاطعة، حيث تم الاستماع إلى ردود ممثلي المقاولات المعنية، وتأكيدهم على مد قنوات التواصل والعمل على إصلاح الاختلالات المرصودة.
وفي انتظار مؤشرات إيجابية على أرض الواقع، وحرصا منها على نجا ح هذا المشروع المهيكل، وتحميل جميع الأطراف المتدخلة مسؤولياتها، خاصة المجلس البلدي لغيابه المريب عن متابعة هذا الورش الضخم، في أي فشل قد يلحق به، وضمانا لاحترام دفتر التحملات الذي ظل غائبا، و لم يفرج عنه إلا بمناسبة انعقاد هذه اللجنة، بعد مرور ما يربو عن الشهر منذ انطلاق الأشغال، فإن الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بالعيون تؤكد تشبثها بحقها في متابعة هذا الملف، واتخاذ كل الخطوات القانونية الكفيلة بتحقيق ذلك.