بقلم : الطاهر أنسي

تونس

 

علي اثر العملية الإرهابية الغادرة التي استهدفت ظهر اليوم متحف باردو، والتي تتزامن مع المنتدى الاجتماعي العالمي، نؤكد، كفاعلين مدنين مغاربة، تضامننا المطلق مع الشعب التونسي الشقيق، ونوصي بعدم الاستسلام أو الرجوع للوراء أو التفرقة، فهي ضربات مقوية، والجماعات الارهابية المتطرفة تريد من خلال مثل هذه العمليات ضرب تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس و المنطقة عموما و تسعي الي خلق مناخ من الخوف في صفوف المواطنين المتطلعين الي الحرية و الديمقراطية و المشاركة السلمية في البناء الديمقراطي.
إن مثل هذه الجرائم تجد طريقها سلسا أمام المقاومة المضادة لمشروع الوحدة المغاربية، والتي تجعل بلداننا المغربية طعما اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا في متناول الحركات الطائفية التي تقتات من هموم الشعوب المستضعفة.
ولهذه الجريمة أن تكون درسا أساسيا لإعادة النظر في توجهات بعض الدول وتعاطيها مع قضايا الأمن والديمقراطية والسلام والحق في التنمية لجميع الشعوب المغاربية على اختلاف أجناسها وثقافاتها ومعتقداتها الشعبية والدينية، وهي أيضا وإن كانت تعيق التعايش الجماعي والتسامح، فإنها منطلق لأرضية شبكة مدنية للتربية على التنمية وحقوق الإنسان وفض النزاعات السياسية بطرق سلمية، ولتعزيز فرص التعاون والتضامن بين الحركات المدنية والنقابية والسياسية، ولنا في رائعة أبو القاسم الشابي دورسا كونية مدنية حضارية إنسانية ” ذا الشعــب يومــا أراد الحيــاة فلا بـــد أن يستجيب القــدر، ولا بـــد لليــــل أن ينجلـــي ولابـــــد للقيـــــد أن ينكسـر، ومن لم يعانقــه شــوق الحياة تبخر في جوها واندثـر كـــذلك قالــت لي الكائنات وحدثني روحهــا المستتـــر…” فلنقتضي بها.

الطاهر أنسي
رئيس المركز الوطني للتنمية والوحدة الترابية