بقلم : عزالدين قدوري

تاوريرت الفساد

 

 

إن أكثر ما يلاحظ اليوم بالساحة التاوريرتية  بشكل عام وما يعايشه المواطن التاوريرتي البسيط هو  سيطرة قوى القهر والضلالة . هذه الصفة المذمومة في كل الأديان والشرائع السماوية و التي لبست بمدينة تاوريرت عدة أقنعة تتقرب بها من أهل الجشع والطمع وعبدة رأس المال وتزين لهم الدنيا وتقدم لهم كل سبل الإغراء على طبق من دهب ، وتخيف و ترعب بوجهها الأخر ذلك المواطن البسيط العبوس الذي يعيش في أخر زاوية من زوايا الحرمان و الفقر ، ينفق أيام حياته وما رزقه الله من جهد من اجل تأمين رغيف عيش لأسرته الفقيرة التي هي في حاجة ماسة لأبسط ضروريات الحياة .

وان ابرز أوجه الضلالة المنتشرة بمدينة تاوريرت والتي استفحلت بشكل كبير و أثرت على كل مناحي الحياة بهده المدينة وحاولت بعض الجهات المسئولة محاربتها عدة مرات لكن دون جدوى . هو الاستهانة بحرمة المال العام بكل تلاوينه و أصنافه . إذ أصبح هذا الاخطبوط أو كما لقبهم وزير الحكومة  بالتماسيح والعفاريت بهده المدينة ممن يختبؤون وراء درع السياسة و يحتمون وراء رأس المال ….. لا يأبهون ولا يبالون بأحد ، يأخذون كل ما أمكن أخده من مال الشعب و غصب  مال الأمة  جميعها دون حسيب و لا رقيب . يتكالبون على مدينة تاوريرت كما تتكالب الأكلة على قصعتها فترى هدا يترامي على البقع الأرضية باعتبار أن الأرض هي أهم والموارد الاقتصادية بهده المدينة ، و ذلك يجمد المشاريع إلى حين قضاء مأربه الشخصية  . و الأخر يجمع ويكدس الأموال في صمت . الكل منهمك في لم الثروة وكنزها أو تهريبها إلى الخارج . إن تاوريرت مدينة تعيش أبشع صور السلب والنهب وأصبح ينطبق عليها تماما قول الداعية الإسلامي والمدافع عن حقوق الإنسان الأمريكي  الشهير مالكوم اكس ( malcolm x )  : ” ارني رأسماليا اريك مصاص دماء . “

أما المواطن التاوريرتي  البسيط  المغلوب على أمره سواء كان ذلك المياوم أو ذلك  الطالب العاطل أو غيرهم من طبقة البؤساء الذين أنهكت قواهم من شدة الجوع و العطش وأمسكت بعظامهم عضة البرد والصقيع وهاجمت أجسادهم مختلف الأمراض والأوبئة لعدم توفرهم على فرصة عمل تؤمن لهم حاجياتهم من العيش الكريم والسكن اللائق والاشتراك في التأمين على الصحة  . فإنهم لا يملكون إلا العيش بنفس يائسة و النظر بأعين جاحظة متتبعة لكل ما يجري ويحدث بهده المدينة المسلوبة ، عيون ملؤها الدهشة والحيرة ، والسنة كلها أسئلة حول سر السكوت المطبق والقوى التي شلت و لم تعد قادرة على مواجهة وإيقاف زحف تلك الممارسات والسلوكيات التي لا تخدم مصالح المدينة و تضيق سبل العيش على سكانها . خصوصا بعد سلسلة الاحتجاجات و تقاطر الشكايات والمقالات والصور والفيديوهات الفاضحة لمثل هاته الممارسات . التي لم تجد لها أدان صاغية بعد ؟

إلى متى ستبقى هذه المدينة تعيش تحت وطأة الفساد والمفسدين ناهبي المال العام الدين لم يشبعوا نهمهم بعد من لم المال والثروة حتى  أصبحوا يشبهون تانتالوس الذي وصل الماء إلى دقنه وما زال يشعر بالظمأ .