بقلم: عزالدين قدوري

 من الامور المسلم بها ، ان كل انسان يولد في هذه الحياة ، تولد معه شخصية فريدة فيها من المميزات الكثير مما يجعلها مميزة .
وحديثي في هذا النص لن يكون بشكل عام ، و انما سأحاول اسقاطه فقط على شباب مدينة تاوريرت .

كل الشباب في هذه المدينة مثله مثل سائر الشباب ، في داخله نهر من المواهب و الاشياء الجميلة التي وهبه الله اياها ، لكن هذه الكنوز و هذه المواهب تحتاج الى ارادة ، و تلك الارادة مهما كانت قوتها فهي تحتاج الى وسائل للتنقيب عنها و اخراجها للوجود طبعا. 
ان شباب تاوريرت مفعم بالمواهب لكنه يحتاج الى الشرارة الاولى التي تفجر طاقاته و تجعل بريقه يرى من بعيد ، و هذه الطاقات تحتاج الى احتكاك مباشر بالعالم الواقعي و ليس الافتراضي ..
نعم ، واقع حقيقي حيث يكون اللقاء المباشر مع المتلقي و مع اهل التجارب و الخبرات ، و هذا لا يكون الا في دور الشباب و المراكز الثقافية حيث تنطلق شرارات الابداع ، لكن للاسف ، في مدينة تاوريرت الكل يقف حائرا متسائلا:
– لماذا توقف محرك الابداع في تاوريرت ؟
الجواب بكل بساطة ، ان مدينة تاوريرت لا تتوفر على دور شباب في مستوى تطلعات ساكنتها ، هي دار شباب صغيرة يتيمة فقط لا تزال تقاوم للبقاء مند عهد قديم ، و لم تعد قادرة على تغطية انشطة اصغر حي بالمدينة .
و نظرا للتقصير الطارئ على مجال الثقافة و الفن و الابداع في مدينة تاوريرت ، فقد بات امر عادي جدا ان يحيا و يموت الانسان قبل ان يكتشف مواهبه و قبل ان يتعرف على مميزاته .. للاسف بات الانسان في مدينة تاوريرت كائن عادي كسائر الكائنات ، يعيش فقط لاجل كسب قوت يومه و النوم و الاستقاظ على نفس المناظر و نفس الافكار .. لكن ما يميزه عن باقي المخلوقات و هو العقل فهو مفقود بسبب فقدان المؤسسات مثل دور الشباب و المراكز الثقافية حيث يقوم باعمال العقل و الابداع و الفكر …
و انا بالرغم من كل هذا فان لي ايمان قوي بان مدينة تاوريرت تكتنز طاقات شبابية موهوبة هائلة ، تحتاج فقط الى الفضاء الذي يحتضنها ، و الى سواعد الفاعلين الدين يمدون لها يد العون و يخرجونها من قوقعتها و يحررونها من عقدة فقدان الامل و الغربة النفسية التي تعيشها في صمت .. كل ما يحتاجونه هو الثقة و لا شيء الا الثقة المتبادلة و التي كانت على مر الزمان هي فاتحة لكل طريق ..
– ثق أنك موهوب و ان الله خلقك لتضع بصمتك .
– ثق ان في استطاعتك ان تؤجج نار العبقرية في شباب المدينة و تلهب حماسهم ، و أن بالعزم كل شيء يصبح ممكنا ..