بقلم: عزالدين قدوري

1346185737

 

 يبدو أن الأمور بمدينة تاوريرت قد بدأت تندر بمواجهة ساخنة بين ممثلي و أنصار الحزبين المتنافسان على الزعامة بالمدينة حيث كان إحدى مؤشرات هذا الصراع ما نشرته بعض المنابر الإعلامية المحلية والوطنية وما دون على صفحات التواصل الاجتماعي (فايسبوك ) حول فضيحة انفجار أنبوب لصرف الصحي بمقبرة الرحمة وبعده خبر حريق مكتب الشؤون المالية ببلدية تاوريرت وهو الخبر الذي أفاض الكأس ، مما دفع احد الممثلين الحزبيين بالمدينة إلى الركوب على الحدث و استغلاله كورقة رابحة للانتخابات المقبلة و تضييق الخناق على نظيره الذي بدا مضطربا خصوصا وانه في موقع المسؤولية وقد بدا ذلك بشكل واضح من خلال إصداره لبيانين متتاليين نشرهما على موقعين الكترونيين وعلى صفحات التواصل الاجتماعي ( فايسبوك) يثير فيهما انتباه الناس والمتتبعين لشأن المحلي إلى أن ما يقال وما ينشر هو ممارسات سياسية بتوجيه من طرف أخر منتمي لأحد الأحزاب السياسية كما دعا أيضا من خلالهما ساكنة المدينة إلى التعامل مع مثل هده المواضيع بحذر ونعت بعض المواقع التي نشرت الخبرين بالهاوية والتي لا صلة لها بميدان الصحافة . إن من يتابع التراشق الجاري بمدينة تاوريرت بين الممثلين الحزبيين اللذين يظهران إلى العلن أحياناً ويغيبون عن الساحة لفترات طويلة ، يتبين له أن كل واحد منهما يدافع عن مصالحه الشخصية ويسعى إلى حمايتها بكل الأشكال المتاحة و الوسائل والممكنة . إذ أن كل واحد منهما يرمي بوابل من الاتهامات إلى الأخر ويحمله المسؤولية فيما يجري بالمدينة من انتهاكات في حق الساكنة ويحاول تبرئة نفسه ، ويبين على أنها نظيفة ويظهر كظهور الذئب بثوب الحمل . غير أننا إذا دققنا النظر وقمنا بعملية التمحيص وتقليب الموضوع واعني به الصراع الدائر بين الطرفين والهجوم والهجوم المضاد المتبادل بينهما سيتبين لنا أن الواقع يقول شئ  أخر إذ أن كل ذلك لا يعدو كونه ممارسة سياسية مطلية بصباغة تحقيق المصلحة الفردية على حساب المصلحة الجماعية والوصول إلى أعلى المراتب والصعود على أعناق الفئات المحرومة .

ومن جهة أخرى فقد أثار هدا الأمر ردود أفعال  لدى ساكنة تاوريرت تباينت من فئة إلى أخرى بحسب الأعمار والمستويات الثقافية والاجتماعية و السياسية حيث عبر البعض عن غضبهم واستيائهم من باب الغيرة على المدينة والبعض لم يأبه لما وقع أو يقع أو سيقع ضاربين عرض الحائط ، فيما بقيت فئة ثالثة تحلل وتتابع في صمت مجريات الصراع الدائر بين الحزبين غير مبدية أي اكتراث أو رد فعل تجاه ذلك معللة موقفها بقولها أن كل الأحزاب التي توالت على المدينة لم تقدم أدنى خدمة للساكنة فقط التراشق بالكلام والمتاجرة بالكذب وممارسة النفاق السياسي . أغنية من زمن الماضي و شريط تسجيل لا زال يعيد نفسه و ذات الألحان لا زال سياسيو المدينة يعزفونها وعلى نفس الأوتار حتى أصاب منها الساكنة الكلل والملل و الضجر ولم يعد لهم أمل في الممثلين السياسيين المقبلين.

 إن العودة إلى هدا الصراع و التراشق الإعلامي بين الممثلين السياسيين ليس بالأمر الجديد على ساحة المدينة بل هو ممارسة موسمية تتجلى مع اقتراب كل موعد انتخابي. وهذا أمر أصبح مألوفا لدى العامة والخاصة.

لذلك وجب على كل من يدعي حب هذه المدينة والغيرة عليها أن يعي أن إصلاحها وتحريك مشاريعها العالقة  والرقي بها إلى مراتب المدن المغربية الأنيقة وتحقيق العيش الكريم لسكانها وتخطي كل الأزمات والمشاكل التي لا زالت تتخبط فيها من الماضي لا يكون عن طريق الهرطقة والتراشق الإعلامي بين الأطراف وإتباع سياسة المماطلة والتسويف وإنما  يكون عن طريق المعالجة الموضوعية الصادقة ، و اتخاذ المواقف التي من شأنها إيصال المدينة إلى برّ الأمان ، بما يساعد في تهيئة أجواءها واستعادة نشاطها وحيويتها  .