بقلم : عزالدين قدوري


السكوت على الوضع القائم الذي بات يسود بمدينة تاوريرت معناه .. أن قيمة المواطن التاوريرتي باتت في الحضيض ، مواطن يعيش أقصى أنواع الذل و الهوان ، و هو تصعيد يبعث على الخوف من المستقبل و ردود الفعل التي قد تنجم عنه .
يجب عدم الاستهانة بمشاعر و ضمائر الساكنة التي تعايش مشاكل جمة و بشكل يومي على مستوى البنية التحتية و التشغيل و الصحة و الحق في المعلومة …
ونحن كإعلام محلي مهني لا نحاول رسم صورة قاتمة للمدينة ، و لكنها الحقيقة التي تفرض نفسها ، و تضعنا أمام صورة لمأساة متكاملة لا بد من النظر إليها من جوانبها و مقاربتها دون الاكتفاء بالتأسف و التأفف و نفخ الآهات في عنان السماء .
فوراء كل هذا الوضع المزري لا بد من وجود مسببات، وهي التي بات المواطن التاوريرتي يصرخ مع شروق شمس كل يوم بأعلى صوته احتجاجا و طلبا للمعلومة التي قد تهدئ من روعه .
لكن و للأسف ، لا أدان صاغية لمن تنادي في مدينة تاوريرت ، مدينة الأشباح ، مدينة اللاحوار ، و اللاتواصل.
صراحة عجيب أمر هذه المدينة ، بل عجيب أمر الساهرين على شأنها ، فقط أجساد ملفوفة في بدلات من الطراز الرفيع قابعة خلف المكاتب المغلقة ، لكن ما يميز كل مسئول و منتخب من رصيد معرفي ، و كاريزما ، هي أمور لم يلمسها المواطن بعد ، مما يجعله يتساءل :
– أين مسيري الشأن المحلي بتاوريرت من الدعوات الرسمية لتقريب الإدارة من المواطن ؟
– و أين هم من القانون المغربي الداعي إلى تجسيد مبدأ الحق في المعلومة, و التواصل بشكل مباشر مع المواطن؟
ماذا يجري بمدينة تاوريرت .. ماذا يحدث على مسرحها العبثي العجيب .. جمود .. ركود .. انهيار ..
حتى الشباب الذي كان بالأمس يجوب معظم شوارع المدينة في حملات انتخابية محمومة انقلب على نفسه ، ونكس على رأسه ، و بات غير راض بالوضع و لا طاقة له على تحمله ، بل حتى المنتخب الذي كان يفخر به و يدعو الساكنة للتصويت عليه ، و يصوره لهم كزعيم و منقذ للمدينة خذله اليوم وبات إنسان لا يملك الشجاعة لمواجهة المواطنين و الإجابة على أسئلتهم و استفساراتهم ، ولا يتقن من فن السياسة إلا سياسة النعامة .
نتمنى أن يستفيق الجميع ، و تكون هناك نهضة لأصحاب الهمم العالية و أولوا الألباب ، فيدركون أن مدينة تاوريرت تحتاج في تسييرها إلى عقل حكيم وليس إلى مركز مالي أمام أهدافه و سعيه للربح مستعد لطمس جل المعالم المضيئة للمدينة من تاريخ و طبيعة و عنصر بشري …
تذكروا أن الله ميز الإنسان على الحيوان بالعقل و الضمير .. فليس لأجل الخبز فقط يحي الإنسان .