بقلم : الخضير قدوري

الخضير قدوري

 

 

باعتبارها مجرد طريفة من الطرائف المضحكة القائلة بأنه كان هناك مناظرة ساخنة بين مسلم وكافر وقد دافع كل واحد منهما عن أفكاره موجها إلى صاحبه انتقادات  لاذعة  واتهامات مدججة بحجج دامغة  تؤكد ادعاءاته على مدى ساعات طويلة  وقد مضى اليوم فانصرفا  إلى حال سبيلهما دون أن يسجل احدهما إصابة في مرمى الأخر بدافع أنانيته وكبريائه وليس بقناعته وقوة إيمانه ولكن حينما أوى كل واحد منهما إلى فراشه وفكر جيدا في أقوال  نظيره رأى المسلم أن يرتد عن إسلامه ورأى الكافر أن يعود إلى رشده فيؤمن بالله ورسوله  .

     ليس ثم ما يدعو للحيرة والغرابة فان كان هناك عربية جزائرية ترتد عن دينها و تكفر من ربها  وتتهم الإسلام  فان هناك يهودية ملحدة تؤمن بالله وتدافع بقوة عن الإسلام لم تنقص ردة هذه المرأة من الإسلام مثقال ذرة ولم ينقص كفرها من ذات الله قدر شعرة  قد لا يختلف حالها عن حال احد من ذكر في الطريفة أعلاه واقل ما يقال عن وزيرة الثقافة في دولة إسلامية وعربية بأنها تترفع عن السجود لخالقها باعتباره اهانة لها بالطبع قد يفوق مستواها مستوى المخلوق الناري فاقل ما يمكن قوله في حق الوزيرة المحترمة  إما أن تكون غير سوية أو فاقدة لقواها العقلية وهذا من الواضح ربما لأسباب فزيولوجية قد تعتري أية امرأة  وانه  لا يمكن لأي إنسان سوي أن يفكر  بهذا الشكل في كل الأحوال قد تكون معذورة ولكن لا يعذر بعذرها النظام الذي نصبها في منصب حساس يرتبط بحياة كل الجزائريين الشرفاء الذين يجاهدون بالروح والغالي والنفيس من اجل دينهم  ولم تكن هذه الأقوال صادرة عن امرأة  عادية فيكون لها هذا الصدى المقرف وإنما هو عن وزيرة للثقافة يا حسرتاه .

   حينما كنا وما زلنا نتساءل عن أسباب ركود هذا القطاع ونوجه أصابع الاتهام لأسباب عدة بعضها مادي والأخر اجتماعي والأخر سياسي ثم نوجه الانتقادات اللاذعة إلى المدرسة ونتساءل عن مهاجرة الكتاب وهجرة الأدمغة وضعف القراءة وغياب البحث عن المعلومة والفكرة دون أن  نتوصل إلى حقيقة ما يحيرنا لكن هذه الوزيرة إلى حد ما  تكون قد رفعت اللبس وكشفت الحقيقة المتمثلة في  وضع أناس غير مهمين في أماكن مهمة  وأناس مهمين في أماكن غير مهمة وتحميل الأمانة والمسئولية لأناس غير قادرين على حمل قميصهم وبالأحرى هموم الآخرين .

فأصبح مشكلنا بكل وضوح انتخابي وحزبي وسياسي وليس ثقافي ولا معرفي ولا علمي وإلا بأية معايير تم اختيار مثل هذه الوزيرة  ووضعها على رأس القطاع الحساس جدا ألا وهو الثقافي الم يهان المثقفون في الجزائر من تصريحات وزيرتهم الم يخجل العلماء والدكاترة والمثقفون في الوطن العربي بصفة عامة من قول مسئولة مثقفة عالمة عارفة بالطبع هي وزيرة الثقافة في بلد المليون والنصف مليون شهيد من اجل نصرة الدين أولا ومن اجل تحرير الوطن ثانيا ومن اجل العروبة ثالثا  هل بقي في الكون من لا زال ينكر وجود الله  بما في ذلك الملحدون كما سبق الإشارة إلى اليهودية الملحدة التي أظهرت دفاعها بقوة عن الإسلام باعتباره أخر الأديان الجامع والشامل وبان النبي محمد هو خاتم الأنبياء والمرسلين  وما جاء به هو الحق المبين ماذا دها وبقي لوزيرة (الثقافة ) الجزائرية أن تقوله للشعب الجزائري والعربي لتثنيهم  بعد أربعة عشر قرنا  عن معتقداتهم وتعيدهم إلى عصر ما قبل الإسلام فتضرب عرض الحائط باركان الإسلام الخمسة ليس ثم ما يبرر الفضيحة  إلا أن تستقيل من منصبها وتختفي عن أنظار محيطها بل وأسرتها وعائلتها ويبقى حسابها على الله وذلك أدنى إلا يؤخذ في حقها الحد الشرعي  .