تاوريرت بريس :

 دعا الوزير الفرنسي المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية وبالفرنسيين في الخارج، أوليفييه بيكت، إلى “تجاوز التوترات” بين فرنسا والمغرب والتي أججتها بشكل خاص القيود المفروضة على تأشيرات شنغن الصادرة للمغاربة.

وقال الوزير الفرنسي الذي يزور المغرب في كلمة أمام الجالية الفرنسية، على أنه “يجب أن نكتب صفحة جديدة”، مستشهدا بالطاقات المتجددة والبنى التحتية وبناء السفن والسكك الحديدية والطيران، كما أوردت صحيفة “لوموند” الفرنسية، التي أكدت أن الهدف الرئيسي من زيارة الوزير، التي تعد الأولى لمسؤول فرنسي منذ أشهر، هو تعزيز الشراكة الاقتصادية الثنائية، ولا سيما إعادة إطلاق الاستثمارات الصناعية مع المغرب “محور إفريقيا”.

للتذكير، فرنسا هي المستثمر الأجنبي الرائد في المغرب، حيث بلغت تجارة فرنسا مع المغرب 10.7 مليار يورو في عام 2021.

وقال الوزير الفرنسي في مقابلة مع صحيفة مغربية نشرت يوم الثلاثاء: ‘‘لا شك في أننا نستطيع دمج المغرب بشكل أكبر في سلاسل القيمة الفرنسية والاستفادة بشكل أفضل من قربنا الجغرافي واللغوي والثقافي’’

وكان قرار باريس في سبتمبر من عام 2021 بخفض منح التأشيرات للمغرب والجزائر إلى النصف، بحجة إحجام هذين البلدين عن استعادة رعاياهما في وضع غير نظامي في فرنسا، قد أثار موجات من السخط على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام المغربية، وأضفى برودة في العلاقات بين الرباط وباريس.

وتدور مناقشات رفيعة المستوى بين السلطات الفرنسية والمغربية حول هذا الموضوع منذ ربيع عام 2022، وفق الدبلوماسية الفرنسية. كما أن المغرب مستاء من موقف باريس بشأن الأراضي المتنازع عليها في الصحراء المغربية، وفق مراقبين من البلدين.

ورأت مجلة ‘‘جون أفريك’’ الفرنسية أن مغادرة السفير المغربي لدى باريس محمد بنشعبون، تعد خطوة أخرى في الأزمة الدبلوماسية. فقد عين العاهل المغربي محمد السادس السفير بنشعبون على رأس ‘‘صندوق محمد السادس للاستثمار”، في خطوة أتت بعد أيام من قيام باريس بإجراء مماثل تمثل في تعيين السفيرة الفرنسية لدى الرباط في منصب دبلوماسي في الدائرة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وما يزال منصبها شاغرا حتى اللحظة.

تجدر الإشارة إلى أنه لم يتم عقد أي لقاء رسمي بين المسؤولين المغاربة والفرنسيين منذ عام 2020، ولم يتم إجراء أي اتصال بين الملك محمد السادس و الرئيس الفرنسي .

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد صرح بشكل غير رسمي في وقت سابق، أنه سيزور المغرب في نهاية أكتوبر الجاري. غير أنه لا يوجد حتى الآن أي حديث عن هذه الزيارة على جدول أعمال الرئاسة الفرنسية.