تاوريرت بريس :

 بحث مسؤولون عسكريون مغربيون، يوم الإثنين، مع قائد القيادة الأميركية في أفريقيا “أفريكوم”، مايكل لونغلي، الذي يقوم بأول زيارة رسمية له للمملكة منذ تعيينه في غشت الماضي، التعاون العسكري والقضايا الأمنية ذات الأهمية والاستمرار في ضمان الاستقرار الإقليمي.

وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، مساء الإثنين، أن المفتش العام للقوات المسلحة الملكية الجنرال بلخير الفاروق، بحث خلال استقباله، الاثنين، بتعليمات من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الجنرال لونغلي، مختلف جوانب التعاون بين الجيش المغربي و”أفريكوم”، لاسيما في مجالي التكوين وتبادل التجارب.
كما بحث المسؤولان، بحسب بيان للقيادة العامة للجيش المغربي، التنظيم المشترك بالمغرب لتمارين عملياتية على غرار “الأسد الأفريقي”، معبرين عن ارتياحهما لنجاح الدورات السابقة والخبرة التي حققتها القوات المسلحة الملكية.

وأكد المسؤولان، بالخصوص، على المؤهلات التي يمتلكها المغرب سواء الجغرافية أو العملياتية للتخطيط والدعم اللوجيستي والتنظيم، بالمغرب، للدورات المقبلة لـ”الأسد الأفريقي”، وفق البيان.

في المقابل، كان لافتا تعبير الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، خلال استقباله للمسؤول العسكري الأميركي الذي يقوم بزيارة إلى المغرب تمتد ليومين على رأس وفد هام، عن ارتياح الجانبين لكثافة وجودة علاقات التعاون الثنائي من خلال تنظيم دورات تكوينية وتبادل التجارب عبر الانعقاد المنتظم لتمارين مشتركة لاسيما “الأسد الإفريقي”، الذي يظل أفضل تجسيد للتوافق العملياتي لقوات البلدين.

من جانبه، أشاد الجنرال لانغلي بقوة الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة والمغرب، خلال زيارته الأولى إلى المملكة منذ تعيينه قائدا للقيادة الأميركية في أفريقيا “أفريكوم” في غشت الماضي، لافتا إلى أن “التزام الولايات المتحدة والمغرب بدعم السلام والأمن الإقليميين أصبح أقوى من أي وقت مضى”.

وقال المسؤول الأميركي، في بيان له، إن “شراكتنا العسكرية مبنية على روابط تاريخية عميقة تعود إلى تاريخ تأسيس الولايات المتحدة، وقد ركزت مناقشاتنا اليوم على سبل مواصلة العمل معا بشأن مجموعة من القضايا الأمنية ذات الأهمية والاستمرار في ضمان الاستقرار الإقليمي”.

وأشار بيان صادر عن “أفريكوم”، إلى أن المغرب ينسق عن كثب مع الولايات المتحدة حول العديد من القضايا الأمنية المحورية، حيث يشارك في أكثر من 100 مناورة عسكرية سنويا، ويحتضن مناورات الأسد الأفريقي كأكبر تمرين عسكري سنوي في القارة الأفريقية، وهو شريك رئيسي في مجموعة من برامج التعليم.
وتأتي زيارة الجنرال لانجلي قبل أسابيع قليلة فقط من حدث رئيسي في تاريخ العلاقة بين الولايات المتحدة والمغرب، يتمثل في الذكرى الثمانين لعملية الشعلة (نوفمبر 1942)، حيث نزل 30 ألف جندي أميركي في المغرب لحماية المنطقة من النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وتجمع واشنطن والرباط علاقات قوية على مستوى التعاون العسكري ومحاربة الإرهاب، كما يعتبر المغرب من زبائن السلاح الأميركي، بصفقات بلغت قيمتها 10,3 مليارات دولار في 2019، أغلبها موجه للقوات الملكية الجوية المغربية، حسب مجلة “فوربس”.

وفي 2 أكتوبر 2020، وقع المغرب والولايات المتحدة الأميركية اتفاقاً عسكريا يتضمن خارطة طريق تتعلق بمجال الدفاع العسكري بين البلدين 2020-2030 يهدف إلى تعزيز التعاون العسكري ضد التهديدات المشتركة، وبشكل يتيح مصاحبة واشنطن للمغرب ومساعدته على تحقيق تطلعه إلى تحديث وعصرنة قطاعه العسكري، بحسب وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.

في المقابل، قال وزير الدفاع الأميركي السابق مارك إسبر، إن الاتفاق سيفتح أبواب التعاون الثلاثي بين المغرب وواشنطن والدول الأفريقية، لافتا إلى أهمية مناورات “الأسد الأفريقي” التي تجري سنوياً بين المغرب وواشنطن بمشاركة دول أخرى.