عبد المجيد قنديل :

 نظمت عمالة إقليم سيدي إفني يومه الخميس 30 يونيو 2022 بمقر العمالة لقاء تواصليا تخليد للذكرى الثالثة والخمسين لاسترجاع مدينة سيدي إفني الى كنف الوطن، وذلك برئاسة السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والسيد الحسن صدقي عامل صاحب الجلالة على إقليم سيدي إفني، وحضره الى جانب أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير السيدرئيس المجلس العلمي المحلي،السيدة والسادة النواب البرلمانيين، السادة: رئيس المجلس الإقليمي رئيس مجلس جماعة سيدي افني والنائب الأول لرئيسة مجلس جهة كلميم واد نون والسادة المنتخبون، والسادة رؤساء المصالح العسكرية والأمنية، ورؤساء المصالح اللاممركزة للإدارة المركزية، والسادة ممثلو المجتمع المدني.
بعد تأدية مراسيم تحية العلم الوطني استهل هذا اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، اثر ذلك تناول الكلمة السيد العامل مرحبا بالحضور الكريم ومبرزا من خلالهابأن هذهالمناسبةهي فرصة للترحم بكل خشوع وإجلال على أرواح شهدائنا الأبرار الذين ناهضوا مظالم الاستعمار، وهي أيضا نبراسا منيرا للأجيال الصاعدة لاستحضار حجم التضحيات الجسام والمواقف التاريخية الخالدة التي صنعها أجدادهم للتحرر، وأضاف السيد العامل “أنه من الواجب علينا وبدافع الحرص والاحترام والتقدير لعظمتها ودروسها ومعانيها، وأبطالهاوشهدائها، أن نقول للمقاومين الحاضرين معنا لقد سجلتم واحدة من أعظم المآثر الوطنية البطولية بفضل الله تعالى وعونه، ثم بفضل تضحياتكم العظيمة، وبذلك حُق لنا الشعور بالفخر والاعتزاز لما تحققبقيادة جلالة الملكين المجاهدين المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما من التحرر والاستقلال، ولما يتحقق في عهد وارث سرهما حفظه الله ورعاه جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده من مجد وسؤدد ورقي وازدهار ومن صرامة وحزم في الدفاع عن الثوابت الوطنية، وفي مقدمتها الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، حيث تحققتمنذ توليه عرش أسلافه المنعمين العديد من الانتصارات الدبلوماسيةتوجتبفتح العديد من الدول لقنصلياتها في اقاليمنا الجنوبية،وهو ما “يؤكد الدعم الواسع الذي يحظى به الموقف المغربي، لا سيما في محيطنا العربي والإفريقي، وهو أحسن جواب قانوني ودبلوماسي، على الذين يدعون بأن الاعتراف بمغربية الصحراء، ليس صريحا أو ملموسا.” كما جاء في الخطاب السامي لجلالة الملك بمناسبة الاحتفال بالذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة.
كما أكد السيد العامل في نفس السياق بأن احتفالنا هذا يتعين أن يولد لدينا قوة دفع متجددة للعمل لتحقيق طموحات حاضر زاهر ومستقبل مشرق، يزدهر فيه البناء والتنمية والتقدم،والمضي بخطى ثابتة وعزم أكيدنحو الافضل مستلهمين روح النصر لإرساء أسس مغرب قوي ومستقل وحديث وموحد ومتضامن، في سبيل عزة الوطن وكرامته والدفاع عن ثوابته ومقدساته تحت القيادة الرشيدة لمولانا أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وبالمناسبة أجمعت كلمات كل من السادة: رئيس المجلس الإقليمي لسيدي إفني، رئيس مجلس جماعة سيدي إفني والنائب الأول لرئيسة مجلس جهة كلميم واد نون على أن هذا الحدث التاريخي يعد وبحقذكرى مجيدة ومحطة تاريخية ذات دلالة عميقة يكتسي مكانة بارزة في سجل الكفاح الوطني من أجل الحرية وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة،كما ذكرت بالأعمال البطولية لسكان سيديإفني وقبائل المنطقة وتضحياتهم دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية. واستحضرت العديد من المنجزات التنموية التي تحققت بالإقليم منذ استرجاعه الى كنف الوطن.
إثر ذلك قدم السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحريرعرضا مفصلا عن مسار المقاومة في الجنوب المغربي مبرزا أن هذا الحفل التكريمي لرجال المقاومة وجيش التحرير بهذه الربوع من الوطن هو تكريس للسنة الحميدة و واجب الاعتراف بالجميل والعرفان والوفاء لروح المقاومة وميثاق الحرية تشريفا لرجالها المناضلين ولكي نمنح للأجيال الصاعدة والناشئة شحنة قوية للاستمرار في مسيرة الجهاد الأكبر بإرادة تقهر الصعاب وتتطلع الى الغد بثقة في النفس والاعتماد على الذات ولربط الماضي بالحاضر، مذكرا بأهمالمعارك والملاحم البطولية التي خاضتها قبائل ايت باعمران بتنسيق محكم بينهاوبين قيادة جيش التحرير،وروائع الكفاح الوطني التي صنعها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد في التحام وثيق وترابط متين دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.
ووفاء لبطولات وأمجاد مقاومي المنطقة الذين كتبوا بجهادهم في سجل تاريخ المغرب المجيد صفحات ناصعة، وساهموا في صنع الملاحم البطولية التي تنبض بالعزة والكرامة وبدل النفس والنفيس لإعلاء كلمة الأمة والدفاع عن حقوقها في زهد وتواضع ونكران للذات، واعترافا لهؤلاء تمتكريم ثلة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير المتوفين والأحياء؛ وتوزيع إعانات مالية تتعلق بمصاريف الدفن ومواجهة حالات العسر الاجتماعي للمنتمين لأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير وذوي حقوقهم.
بعد ذلك قام السيد المندوب السامي والسيد العامل والوفد المرافق لهما بزيارة لفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة حيث تم الاطلاع عنمحتويات الأروقة من صور نادرة ومنشورات تاريخية ومعروضات متحفية.
وفي اختتام هذا الحفل رفعتبرقية ولاء وإخلاص للسدة العالية بالله أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده من أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير وكافة ساكنةإقليم سيدي إفني معربين فيها عن ولائهم وإخلاصهم وتعلقهم بأهداب العرش العلوي المجيد. كما رفعت أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يحفظ مولانا الهمام بعينه التي لا تنام وأن يشد أزره بولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير الجليل المولى الحسن وبصنوه السعيد الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة العلوية الشريفة.