عبد المجيد قنديل :

في غمرة احتفال الشعب المغربي بالذكرى السادسة و الستين لعودة بطل التحرير جلالة المغفور له الملك محمد الخامس و رفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني قدس الله روحيهما والأسرة الملكية الشريفة من المنفى إلى أرض الوطن، وإعلان انتهاء عهد الحجر و الحماية وبزوغ فجر الحرية و الاستقلال، خلدت ساكنة إقليم سيدي إفني وفي طليعتها أسرة المقاومة وجيش التحرير يومه الثلاثاء23 نونبر 2021 الذكرى الرابعة والستين لانطلاق انتفاضة قبائل ايت باعمران ضد المستعمر الاسباني، التي تعتبر ملحمة من ملاحم تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال.
وبهذه المناسبة ترأس السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والسيد الحسن صدقي عامل صاحب الجلالة على اقليم سيدي إفني بمقر عمالة الإقليم لقاء تواصليا مع أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير حيث استهل هذا اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، اثر ذلك تناول الكلمة السيد العامل مرحبا بالحضور الكريم ومشيرا الى أنهذااللقاء هو مناسبة للترحم بكل خشوع وإجلال على أرواح شهدائنا الأمجاد الذين ناهضوا مظالم الاستعمار عبر الأزمان والحقب بكفاحهم و تضحياتهم، متوجها بالتحية ومشاعر المحبة و التقدير إلى رجال المقاومة وأعضاء جيش التحرير منوّها بتضحياتهم و مواقفهم الوطنية التي بصموا بها تاريخهم بمداد من الفخر والاعتزاز، وأضاف “أن احتفالنا بهذه المناسبة سببٌ من أسباب الاعتزاز بالانتماء والولاء والعزة و الفخر والمجد بالأرض والتاريخ والوطن، كما أنها مناسبة للاعتراف بنضال وتضحيات أولئك الرجال الذين صنعوا تحرير واستقلال بلدنا، وفرصة لضمان التواصل بين الأجيال لمواصلة النضال من أجل الوطن، نضال كان بالأمس بالسلاح وبذل الأرواح من أجل الحرية، واليوم نضال من أجل البناء والتشييد”.
وبالمناسبة أجمعت كلمات كل من السادة: رئيس المجلس الإقليمي لسيدي إفني بالنيابة، رئيس مجلس جماعة سيدي إفني والنائب الأول لرئيسة مجلس جهة كلميم واد نون على أن ملحمة انتفاضة قبائل أيت باعمران ذكرى مجيدة ومحطة تاريخية ذات دلالة عميقة ووضاءة من مسار الشعب المغربي نحو استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة.
بعد ذلك قدم السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عرضا مفصلا عن مسار المقاومة في الجنوب المغربي عموما ومختلف المعارك والتضحيات التي خاضتها قبائل ايت باعمران بتنسيق محكم بينها وبين قيادة جيش التحرير، وهو تاريخ تليد لبلدنا المرصع بالأمجاد وروائع الكفاح الوطني التي صنعها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد في التحام وثيق وترابط متين دفاعا عن المقدسات الدينية و الثوابت الوطنية.
وعرفانا بتضحيات رجال المقاومة عرف اللقاء تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير المتوفين والأحياء، وتوزيع إعانات مادية تتعلق بدعم مشاريع اقتصادية لأبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وواجب العزاء وحالات العسر الاجتماعي.
بعد ذلك زار السيد المندوب السامي والسيد العامل والوفد المرافق لهما لفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة حيث تم الاطلاع عنمحتويات الأروقة من صور نادرة ومنشورات تاريخية ومعروضات متحفية.
وفي اختتام هذا الحفل رفعت برقية ولاء وإخلاص للسدة العالية بالله أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده من أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير وكافة ساكنة إقليم سيدي إفني معربين فيها عن ولائهم وإخلاصهم وتعلقهم بأهداب العرش العلوي المجيد. كما رفعت أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يحفظ مولانا الهمام بعينه التي لا تنام وأن يشد أزره بولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير الجليل المولى الحسن وبصنوه السعيد الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة العلوية الشريفة.