بقلم : عزالدين قدوري 

قبل كل شئ أتقدم بالتهنئة إلى الرئيس الجديد للمجلس الجماعي لتاوريرت و إلى أعضائه على الثقة التي وضعتها فيهم ساكنة مدينة تاوريرت .
لا شك أن المواطن التاوريرتي ينتظر الكثير من المجلس الجماعي الجديد الذي تقع على عاتقه مسؤوليات جسام و في مقدمتها القضايا التي تهم الساكنة على اختلاف شرائحها الاجتماعية، لأن سعادة المواطن التاوريرتي هي المقياس الحقيقي لنجاح أي مجلس جماعي.
فقد رصدت من خلال لقاءات صحفية أنجزتها ” تاوريرت بريس ” آمال و انتظارات ساكنة تاوريرت من المجلس الجماعي الجديد والتي اتضح أنها في مجملها متشابهة ، تصب في اتجاه المطالبة بتوفير حقوق وحياة ذات جودة تليق بالمواطن التاوريرتي .
إن أهالي مدينة تاوريرت ينتظرون الكثير من المجلس الجماعي الجديد وسأحاول حصرها في أن هذا المجلس مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يلعب دورا هاما على عدة مستويات تتمثل في الاستماع إلى مشاكل المواطنين والحرص على حلها و في اعتماد الحكمة و التحلي بالعقلانية في التعامل مع مطالب الساكنة و ذلك بتحقيق مزيد من العناية بالأحياء الشعبية وخاصة منها النظافة والعناية بالمحيط و البيئة وإحداث منتزهات عائلية جديدة إلى جانب تعبيد الطرق وتنوير الأحياء الشعبية وإصلاح وتهيئة و تبليط أرصفتها و غراسة المساحات الخضراء وتعهد وصيانة ما تمت غراسته إلى جانب اتخاذ إجراءات جديدة لتوفير فرص العمل و لتشجيع العمل الثقافي و الفني و الرياضي سيما و أن مدينة تاوريرت لها من الطاقات الإبداعية الكثير ، إن التميز والنجاح للمجلس الجماعي الجديد يرتبط أساسا بالفهم الصحيح للعمل الجماعي التشاركي.
إن العديد من المهتمين بالشأن المحلي التاوريرتي يتفقون على غياب بصمة تنموية واضحة على مستوى الجماعة وأن ما أنجز خلال السنوات الماضية رغم أهميته فانه يستدعي جهدا تنمويا مكملا تتحقق معه مشاريع تنموية استثمارية تمكن شباب المدينة من تجاوز أزمة البطالة التي أحالت المئات منهم إلى المقاهي، و دفعت البعض منهم إلى تعاطي المخدرات وحبوب الهلوسة ، وشجعت البعض الأخر على اختيار قوارب الموت تعبيرا عن استيائهم من الأوضاع الاجتماعية التي يعيشونها.
• فهل سينجح المجلس الجماعي الجديد في بعث نفس جديد للتنمية بمدينة تاوريرت ؟
سيبقى هذا السؤال مطروحا طيلة عهدة هدا المجلس ، و سيبقى بمثابة تحديا له خصوصا و أن العديد من الفعاليات الجمعوية النشطة بمدينة تاوريرت ترى أن العمل التنموي التشاركي لم ينمو بعد بالدرجة المطلوبة والغاية المنشودة التي تجعل من مدينة تاوريرت مواكبة للركب التنموي الذي تشهده باقي مدن المملكة ، لذلك فقد بات لزاما على المجلس الجديد أن يضع ضمن أولى أولوياته الاهتمام بأوضاع التنمية وانشغالاتها المتعددة وآفاقها المستقبلية، و ذلك لن يتسنى له طبعا إلا بتعميق التعاون المحلي بين كل طاقات مدينة تاوريرت البشرية التي يشار إلى أن العشرات من إطاراتها يشغلون وظائف مهمة في قطاع التربية الوطنية و التعليم والتجارة والصناعة و الاستثمار والثقافة و الإعلام…
عموما ستبقى ساكنة مدينة تاوريرت تأمل خيرا من المجلس الجماعي الجديد الذي يضم نخبة من الشباب الغيور، وكلها ثقة أن يلتزم بوعوده الانتخابية.