تاوريرت بريس :

في جهة الشرق، التي تتمتع بمؤهلات كبيرة لإنتاج اللحوم الحمراء، تسير الاستعدادات لعيد الأضحى بشكل جيد مع زيادة المعروض من الماشية عن الطلب، ولا سيما الأغنام والماعز المخصصة للذبح بمناسبة هذا العيد الديني.

وبحسب بيانات المديرية الجهوية للزراعة بجهة الشرق، فقد تم ترقيم 547 ألف 304 رأسا على مستوى المنطقة بمناسبة عيد الأضحى 2021 ، منها 521 ألف 230 رأسا من الغنم و 26 ألفا 74 رأس من الماعز ، علما أن عدد الأسر بالمنطقة هو أقل من 495 ألف أسرة.

ويتم تحديد جميع الأغنام والماعز المعدة للذبح بمناسبة العيد الديني بحلقة بلاستيكية صفراء تحمل رقما تسلسليا مخصصا لكل حيوان على حدة، بالإضافة إلى عبارة “عيد الأضحى” ومجسم رأس كبش.

وأكد المدير الجهوي للفلاحة بالمنطقة الشرقية محمد بوسفول، في مقابلة مع قناة “إم 24” الإخبارية، وفرة المعروض الذي سجلته أسواق الماشية في الجهة مع اقتراب عيد الأضحى.

واعتبر محمد بوسفول أن هذا العرض الوافر للماشية يشمل عدة سلالات، إلا أن سلالة بني كيل تبقى بدون أدنى شك السلالة الأكثر تميزا في المنطقة الشرقية والأكثر شعبية بين السكان المحليين، مشيرا إلى أن هذه السلالة من الأغنام ذات جودة عالية من حيث قيمتها الغذائية وطعم لحومها، وهي المعروفة بتكيفها مع ظروف السهوب القاسية.

وترجع تسمية هذه السلالة ،التي يُطلق عليه أيضا محليا ب “الدغمة” أو “الحمرا” وهي مصنفة وفق المؤشر الجغرافي المحمي (IGP-Beni-Guil: علامة الجودة الأوروبية) منذ عام 2011، نسبة الى قبائل بني كيل، التي تستوطن بمرتفعات جهة الشرق، ولا سيما على مستوى مناطق بوعرفة وتندرارة وفجيج وجرادة.

و في منطقة معروفة بأنشطتها الرعوية ومناخها الجاف و شبه الجاف، تتغذى الحيوانات بشكل أساسي على الأعشاب، وغالبا ما تكون هذه الأعشاب نباتات طبية، مثل حبق الراعي والألفا والأتريبليكس.

وبالعودة إلى إمكانات جهة الشرق في قطاع اللحوم الحمراء ، أشار محمد بوسفول الى مساحة المراعي التي تغطي حوالي 6.5 مليون هكتار، أو ما يعادل أكثر من 70 في المائة من إجمالي مساحة الجهة.

وهذا المعطى يسمح بتوفر المنطقة على قطيع يزيد عدده عن 4.1 مليون رأس، يتكون من 3.2 مليون رأس من الأغنام و 750 ألف رأس من الماعز وحوالي 116 ألف رأس من الأبقار.

وقطاع اللحوم الحمراء، الذي يعد الرافعة الحقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم القروي، يخلق أكثر من 20 مليون يوم عمل سنويا في المنطقة، حيث يبلغ حجم معاملاته حوالي 3.4 مليار درهم، وهو ما يؤهله للمساهمة بنحو 9 في المائة من الإنتاج الوطني، حسب ما قاله محمد بوسفول.

علما بأن الجهة بها ثلاث مصانع لإنتاج الأعلاف، بطاقة إجمالية تقدر بـ 120 ألف طن.

وبالنسبة لموسم 2019-2020، خصصت المديرية الجهوية للفلاحة 14500 هكتار لزراعة الأعلاف والكلأ، تعدت إنتاجيتها 567 ألف و 700 طن ، وقد مكنت هذه المؤهلات من إنتاج 48 ألف و 900 طن من اللحوم الحمراء ، منها أكثر من 23 ألف طن وجهت الى المجازر.

بالإضافة إلى ذلك ، يوجد بالجهة الشرقية سوق نموذجي للماشية، تم افتتاحه قبل عيد الأضحى للسنة الماضية في عين بني مطهر بإقليم جرادة، وهو ثاني سوق أنشئ من بين 12 سوقًا نموذجية مبرمجة على الصعيد الوطني.

ويوفر هذا السوق النموذجي المجهز بمعدات متطورة ظروف الراحة لكل من مربي الماشية وماشيتهم على حد سواء، وهي تحترم المعايير الصحية والوقائية، كما تساهم في ضمان استمرار نشاط تربية الماشية بالنظر الى الأهمية الكبيرة بالنسبة للكسابة ودورها في خلق فرص الشغل حتى في الظروف الصعبة.

وفي إطار إستراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” الجديدة، تعتزم المديرية الجهوية للفلاحة بالمنطقة الشرقية مواصلة الجهود لتحسين ظروف إنتاج واستهلاك اللحوم الحمراء ووضع المجازر.

لهذا، سيتم برمجة العديد من الإجراءات والتدابير، لا سيما فيما يتعلق باقتناء العجول المستوردة المخصصة للتسمين، وإنشاء وتجهيز وحدات لإنتاج الأعلاف ووحدات للتسمين وأخرى لإنتاج الشعير المستنبت.

كما يرتقب إنشاء مجازر معتمدة من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية وتطوير مجازر أخرى في جميع أنحاء المنطقة ، بالإضافة إلى إنشاء وتجهيز وحدات للتخزين وتأهيل أسواق بيع الماشية .