تاوريرت بريس :

 كشفت إيرلندا عن خططها للارتقاء بآفاق التعاون مع المملكة المغربية التي تشتهر بكونها بوابة أوروبا على إفريقيا، حيث تتطلع إلى تعزيز العلاقات التجارية المشتركة عقب تسجيل زيادة ملفتة بنسبة 31٪ في صادراتها إلى المملكة عام 2019.

ومن المقرر أن تنطلق فعالية « أسبوع المغرب » اليوم بالتزامن مع انعقاد الجلسة العامة الافتتاحية التي ستتضمن كلمات وبيانات رئيسية يلقيها وزراء من كلا البلدين، حيث سيمثل إيرلندا معالي الوزير روبرت تروي، وزير الدولة لشؤون الترويج التجاري وتنظيم التقنيات الرقمية والشركات في حكومة إيرلندا؛ بينما سيمثل المغرب معالي الوزير مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي.

ستُقام الفعاليات برعاية مؤسسة إنتربرايز إيرلندا، الوكالة الحكومية الإيرلندية المتخصصة بالتجارة والابتكار، وبالتعاون مع وزارة المشاريع والتجارة والتوظيف الإيرلندية وغرفة التجارة العربية الإيرلندية وسفارة المملكة المغربية في إيرلندا.

كما ستنعقد خلال الفترة المقبلة سلسلة من جلسات الحوار والندوات والجلسات العامة الافتراضية بحضور نخبة من الخبراء والشركات من البلدين لمناقشة سبل تعزيز فرص التجارة والأعمال أمام الشركات الإيرلندية في الدولة.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال كونور فاهي، المدير الإقليمي لمنطقة الهند والشرق الأوسط وإفريقيا في إنتربرايز إيرلندا: « تقدّم الشركات الإيرلندية مستويات عالمية من الابتكار والريادة وسط بيئة استثمار قوية في مجال البحث والتطوير، والتزام عالٍ من الحكومة الإيرلندية. ويأتي ارتفاع صادراتنا الدولية ليعكس قيمنا الجوهرية التي تتمحور حول الابتكار، ويساهم في إرساء مكانة إيرلندا كالدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي نجحت في تنمية اقتصادها خلال العام الماضي ».

ومن جهته، أضاف مايك هوجان، مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في إنتربرايز إيرلندا: « أصبحت المغرب وجهةً رئيسية للتجارة وممارسة الأعمال أمام الشركات الإيرلندية، التي شهدت صادراتها نمواً مستمراً بفضل مكانتها العالمية الريادية في مجال الابتكار. وسيكون التركيز على الفعاليات الافتراضية بمثابة خطوة أخرى في الاتجاه الصحيح لتعزيز آفاق التعاون بين البلدين في المستقبل ».

هذا وتستمر صادرات إيرلندا من السلع والخدمات والخبرات تسجيل أداء قوي حتى في ظل أزمة كوفيد-19 العالمية، حيث تعتبر إيرلندا الاقتصاد الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي حقق نمواً خلال عام 2020، بنسبة 3٪، على الرغم من تأثير الوباء وعمليات الإغلاق اللاحقة، ويعود الفضل في ذلك غالباً إلى أرقام الصادرات القياسية. وتنفرد إيرلندا بتحقيق هذا النمو المميز في ظل زيادة متوسط الانكماش الاقتصادي في دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 6.8%.

وبدوره، قال السيد أحمد يونس، الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية الأيرلندية: « تغطي الإمكانيات والحلول المبتكرة الإيرلندية جميع القطاعات الرئيسية، وهذا ما مكّنها من تسجيل أرقام تصدير قياسية بينما عانت غالبية دول الاتحاد الأوروبي من انتكاسة كبيرة في عام 2020. ويعتبر المغرب سوقاً رئيسية للاستثمار أمام شركات التجارة والأعمال الإيرلندية، حيث أظهر آفاقاً واعدة بعد نمو الناتج الإجمالي المحلي بنسبة 4٪ هذا العام وفقاً لإحصائيات البنك الدولي ».

وتتضمن قائمة كبار ممثلي الشركات والحكومة من كلا البلدين معالي السيد لحسن مهراوي، سفير المملكة المغربية في إيرلندا الذي يدعم المبادرة القائمة بين البلدين لاستكشاف فرص النمو عبر مختلف القطاعات.

ستغطي الجلسات مجموعة من القطاعات المختلفة بإشراف الخبراء المتخصصين في مجالات الرعاية الصحية والتكنولوجيا المالية والتكنولوجيا النظيقة والطيران والتكنولوجيا الزراعية على سبيل المثال لا الحصر، وبإدارة مستشاري السوق الخبراء من مؤسسة إنتربرايز إيرلندا، بالإضافة إلى ممثلي الشركات الإيرلندية التي تسهم في إرساء معايير جديدة عبر هذه القطاعات.

وتتمتع الدولتان بعلاقات تجارية وسجل تصدير ناجح خلال الماضي القريب، وتسيران قدماً لتوطيد العلاقات الدبلوماسية عبر إنشاء سفارة إيرلندية في المغرب بحلول نهاية العام لتسجيل حقبة جديدة من الشراكة بين الدولتين. وتأتي هذه الخطوة في إطار إستراتيجية إيرلندا العالمية لعام 2025 التي تهدف للارتقاء بحضور إيرلندا إلى مستويات جديدة عبر تعزيز تأثيرها حول العالم.