تاوريرت بريس :

شهد إقليم جرسيف إنجاز مشاريع مهمة ذات وقع اجتماعي قوي في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالوسط القروي، لاسيما بقطاعي الصحة والتعليم.

وأنجزت هذه المشاريع، الرامية إلى تحسين وتعميم ولوج ساكنة الجماعات القروية للخدمات الأساسية المرتبطة بالصحة والتعليم، في إطار مقاربة تشاركية وبتشاور مع مختلف الأطراف المعنية.

وتهدف هذه الجهود والمشاريع، سواء التي اكتمل إنجازها أو المبرمجة، إلى تقليص الفوارق لفائدة المناطق الأقل تجهيزا وتقليص العجز في الميادين التي تشكل أولوية قصوى بالنسبة للساكنة.

وقدم مسؤولون بعمالة إقليم جرسيف، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، لمحة عامة، معززة بالأرقام، حول المشاريع المنجزة أو المبرمجة في هذا الإطار لتعزيز الولوج للعلاجات الصحية وتحسين العرض التربوي بالوسط القروي، وأهدافها والأهمية التي تكتسيها بالنسبة للساكنة المستهدفة.

وأوضحوا، في هذا الصدد، أنه تم في قطاع الصحة إنجاز أو برمجة أزيد من 20 مشروعا في إطار برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية بالوسط القروي للفترة 2021-2017 بغلاف مالي إجمالي ناهز 6ر15 مليون درهم، مبرزين في السياق ذاته الأهمية التي يحظى بها إنجاز مستوصفات صحية بالجماعات التي تعاني من الخصاص في هذا المجال.

وحسب عبد القادر بوعقلين، رئيس قسم التجهيزات بعمالة إقليم جرسيف، فقد تم بالخصوص إنجاز مستوصف بجماعة هوارة ولاد رحو كانت له آثار إيجابية للغاية في تقريب الخدمات الصحية من الساكنة القروية، بالإضافة إلى إنجاز مستوصفين آخرين بجماعة صاكة.

وأشار إلى أنه تمت برمجة ستة مستوصفات أخرى خلال سنة 2021 بجماعات بركين وراس لقصر وولاد بوهيمة ومزكيتم.

وأكد السيد بوعقلين أن “جميع هذه المشاريع تنفذ بتنسيق وتشاور مع المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، من خلال اجتماعات برئاسة عامل الإقليم، لاعتماد برمجة واقعية تأخذ بعين الاعتبار الحاجيات الحقيقية للساكنة”.

من جهته، أكد المندوب الإقليمي للصحة، هشام علوي إسماعيلي، أن برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالوسط القروي يعتبر ورشا ملكيا يروم تقليص الفوارق، مضيفا أنه على مستوى قطاع الصحة “ساعدنا هذا البرنامج كثيرا على تقوية البنيات التحتية والتجهيزات”.

وأشار في هذا الصدد إلى إنشاء العديد من المستوصفات والمراكز الصحية، واقتناء معدات طبية وبيوطبية، لاسيما بالنسبة لمصلحة طب الأطفال، فضلا عن إنشاء وحدة للعناية بالأطفال حديثي الولادة لم يكن يتوفر عليها المستشفى الإقليمي لجرسيف.
وأضاف السيد علوي إسماعيلي أنه تمت أيضا برمجة منشآت ومراكز صحية أخرى بالعديد من الجماعات القروية التابعة لتراب العمالة.

وأشاد السيد إسماعيلي بكون “هذه المشاريع مكنت من دعم وتقوية العرض الصحي على مستوى الإقليم، وتقريب الخدمات الصحية من الساكنة القروية، لاسيما في مجال الرعاية الصحية الأولية كصحة الأم والطفل، والتشخيص وتتبع الأمراض المزمنة، والبرنامج الوطني للمناعة، والاستشارات الطبية وتوزيع الأدوية”.

وتابع أن هذه المشاريع والتجهيزات تمكن أيضا من تفادي وفيات الأطفال حديثي الولادة، وتقليص كلفة تنقل المرضى والمواليد الجدد الذين كانوا يضطرون، في كثير من الأحيان، للتنقل إلى مستشفى وجدة.

وأوضح السيد علوي إسماعيلي أن برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالوسط القروي ساهم في تحسين الخدمات الصحية، مما خلف صدى طيبا لدى الساكنة، معربا عن امتنانه للأشخاص الساهرين على هذا البرنامج، وفي مقدمتهم عامل الإقليم.

وبخصوص تحسين العرض التربوي للساكنة المحلية، سجل محمد الغليمي المكلف بتدبير المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بجرسيف، أن الساكنة القروية استفادت في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية من مشاريع مهمة، من بينها إنجاز الثانوية الإعدادية التقدم الواقعة بجماعة هوارة ولاد رحو، التي تستقبل حاليا 600 تلميذ، مضيفا أنه تم في إطار البرنامج إنجاز داخلية بالثانوية الإعدادية بركين.

وتابع أن “هذا المشروع جاء في الوقت المناسب لاستقبال عدد مهم من التلاميذ ومحاربة الهدر المدرسي بالوسط القروي، لاسيما لدى الفتيات”.

من جهة أخرى، تعرف سنة 2021 برمجة إنجاز العديد من المؤسسات المدرسية كالثانوية التأهيلية البحتري بجماعة هوارة ولاد رحو، والثانوية الإعدادية الإمام مالك بجماعة السباب، والثانوية التأهيلية لجماعة صاكة.

وبعدما أشاد بالجهود التي تبذلها مختلف الأطراف المعنية، خلص السيد الغليمي إلى أن برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالوسط القروي له آثار مهمة للغاية في النهوض بالتمدرس ومحاربة الهدر المدرسي بإقليم جرسيف.

من جهته، أوضح السيد بوعقلين أن قطاع التعليم بالوسط الحضري استفاد من غلاف بقيمة 44 مليون درهم بين سنتي 2017 و 2021، خصص لإنجاز 10 مشاريع تهم ثانويات تأهيلية وأخرى إعدادية، فضلا عن داخليات.

وأضاف أن “هذه المبادرات تروم تعميم وتسهيل ولوج جميع تلاميذ العالمي القروي بالإقليم للتعليم، ومحاربة الهدر المدرسي، وتشجيع التمدرس بالوسط القروي”.