تاوريرت بريس : 

10606294_1483271315244507_7611751839028301029_n

 

 

نص كلمة السيد الخضير قدوري رئيس جمعية تاوريرت للجالية المقيمة بالخارج بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر 2014 التي واعدت الجريد بنشرها.    

 

  اننا نشكركم على كلماتكم الشيقة ومداخلتكم المستفيضة، وعلى مشاعركم وما بذلتموه وتبذلونه من مجهودات فياضة ،قد يسجلها التاريخ في سجلات حسناتكم .وكما سمعناكم وتصبرنا على الإنصات اليكم ،نرجو  منكم ان تسمعوا الينا وتنصتوا ،وتتسع صدوركم وتصبروا ،حتى نفرغ أمامكم ما تضيق منه صدورنا وتتالم منه قلوبنا. نحن نعلم انكم لم ولن تستطيعوا الاستجابة لمطالبنا ،ولا انتم قادرون على حل مشاكلنا في هذه القاعة وفي هذه الساعة .وليس بيدكم عصا موسى ولا خاتم سليمان ،ولكن على سبيل  الاستئناس فقط نرجو منكم ان تسمعونا ، فالإنصات الى المشتكي نصف إنصافه .وسنحاول ان نضعكم في الصورة  فنحيطكم بقليل من اخبارنا بكل صدق وأمانة ، وننقل اليكم صورا  من واقعنا خالية من أي زيف او تلفيق عما نعانيه ونتخبط فيه من مشاكل حقيقية ومعقولة ،على الاقل لترتاح ضمائرنا ولنشهد الله ونشهدكم على  اننا قد بلغنا .كما نرجو من السيد عامل صاحب الجلالة المحترم ان يبلغ بدوره عنا، ويحتضن ملف قضيتنا في حدود الممكن .كما نرجو من كل المسئولين ونوابنا المتغيبين ،رغم اختلاف توجهاتهم السياسية كاغلبية ومعارضة ،ان يتبنوا مطالبنا كشريحة لاتؤمن بانتماءاتهم ،بقدر ما تتعاطف معهم كرجال يؤمنون بالمسئولية ،ويقدرون قدر الامانة ،ويتعاملون مع ابناء وطنهم بسواسية 

ايها السادة  ساحاول بهذه المداخلة المتواضعة ان اتطرق باختصار الى فحوى ملفات عديدة ،لاكشف لكم عن بعض الحقائق المؤلمة ،التي تستذرف الدموع وتوجع القلوب الرحيمة ،حول الاوضاع المزرية لاخواننا افراد الجالية في الخارج كما في الداخل. اتمنى ان اجد لديكم الاذان المصغية والصبر الجميل .وقبل ذلك لقد كنا ننتظر بفارغ الصبر حلول هذا اليوم لعلكم  تبشرونا بما حققتموه لنا من مطالبنا المعروضة منذ سنين بعيدة ، وان تعرضوا علينا ما توصلتم اليه من حلول لمشاكلنا المطروحة منذ سنين عديدة ،ثم تستحضروا امامنا ما جد من المنجزات التي حققتها الدولة لفائدة ابنائها التائهين في ربوع العالم ،وتخبرونا بما اعددتموه لابنائنا الضائعين في  دول المعمور. اننا لا نريد بحضورنا  محاسبة الحكومة على ما انجزته في هذا الوطن ،ومالم تنجزه من طرق وسدود وبنيات تحتية وفوقية ، وليس من حقنا ان نقيم اعمالها ومنجزاتها على المستوى المحلي او الوطني ،غير اننا لانرى فيما ذكرتم شيئا  يلامس خصوصياتنا ويستجيب لمطالبنا الحقيقية ،اويعالج مشاكلنا المعقولة .وليس من المنجزات المذكورة  طريقا واحدا قد عبد خصيصا ليفك العزلة على  منزل  فرد واحد او مجموعة من افراد الجالية  في القرية والمدينة ،وليس هناك مشروعا خاصا يزود بيت فرد واحد او مجموعة من افراد الجالية بالماء والكهرباء في القرية او المدينة ،وليس هناك عملا واحدا  يحسب على الجالية باعتبارها شريحة من هذا المجتمع لها ما لها وعليها ما عليها .والتي ينظر اليها كانها منجما يزخر بالذهب والفضة ، ومنبعا يفيض بالسمن والعسل، ويرون أي فرد منقطع وراء البحر لا يستحق أي دعم او مساعدة من الحكومة والدولة ،وما راينا  ايا من هذه المشاريع المذكورة تهم افراد الجالية . والا فارونا ماذا صنعت الحكومة للجالية من غير مطالبتهم بإبرام عقود الشركات ،ومزيدا من الدعم من اجل التنمية ومزيدا من التصدي لاعداء وحدتنا الترابية ،كل ذلك مقابل وصلات اشهارية على القنوات التلفزية والاذاعية

       علما ان هذه الجالية قد انخرطت في الجهاد الاكبر استجابة لنداء جلالة الملك محمد الخامس بارادتها ومن تلقاء نفسها ،ودون طلب من اية حكومة ولا في اطار برنامج اية  هياة سياسية او حزبية . منذ  فجر استقلال هذا الوطن والى اليوم مازالت محرومة من دفء شمسه ومن نقاء هوائه وعذوبة  مائه ، هذه الجالية التي يجب من باب الانصاف والمصالحة ان تصنف ضمن اصناف قدماء المحاربين والمقاومين والمجاهدين، واعتبارهم كسجناء ومبعدين  من افنوا زهرة شبابهم من اجل تنمية اقتصاد وطنهم ، منذ نصف قرن قضوه في غياهب سجون الاغتراب .بعد ان  تركوا  ابناءهم واسرهم الى اهمال وضياع في شوارع المدن ووديان القرى، دون ان يستفيدوا  بمثقال ذرة من عناية دولتهم  ،او كانوا يتزودون  لسفرهم  بمثقال حبة خردل من رعاية  حكومتهم،  باستثنا خاتم الهوية الموضوع على  دفاتر جوازات مرورهم ، التي لم تعفيهم هذه الاخيرة حتى من ثمنها  وثمن الحبر والتنبر الملصق عليها ،الى ان  كانت هذه الجالية بمثابة سحابة تكونت في اجواء بعيدة ،وقد ساقتها الرياح حيث افرغت حمولتها على هذه الارض الطيبة ، فانبتت الخير والبركة

      والا فاروني بربكم ماذا صرفت الدولة على هذه الجالية منذ  60 سنة  الى اليوم ،اذا كان كل هذا ياسادة واجبا علينا، فنحن لانرجو شكرا على واجب، وانما كان  الاعتراف بحقنا  واجب . منذ ستين سنة مرت من اعمارنا  وبعد اكثر من اربعين سنة من المساهمة والمشاركة في جميع المجالات  الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والوطنية، الا يمكن لدولتنا  ان تراعي جزءا يسيرا  من هذه الواجبات ،فترد لنا نوعا من الاعتبار ثم تحسس جاليتها بقليل من الاعتراف بحقوقها وبنوع  من التقديرلما قدمته لوطنها .ام  يكفينا اننا مغاربة نتوفر على جوازات سفر وبطاقات وطنية ،اريد ان اوجه هذه الرسائل الى دولتنا كما اطرح هذه الترسانة من الاسئلة ارجو ان تجيبنا عنها حكومتنا الموقرة، في شخص كل من يمثلها في هذه القاعة ، فاقول بربكم 

 

1         ـ هل نسلم بكون  احدى حكوماتنا السابقة والعهدة على الحالية ، انها تنفذ التعليمات السامية لصاحب الجلالة بخصوص افراد الجالية الذين لاتمثلهم اية هيئة سياسية او حزبية ،باستثناء جمعياتها في الداخل كما في الخارج ،اننا لانكاد نلمس شيئا عن حقيقة ذلك ،واذا كان هناك من يخالفني الراي فهو يفند حقيقة ما صرح به  الوزير الذي يمثلنا بقوله ،ان كان هناك  ما يقدم لافراد الجالية يبقى بعيدا عن  طموح صاحب الجلالة .وشهد شاهد من اهلها ،نعم لان صاحب الجلالة  الوحيد الذي  يدرك معانات الجالية ومشاكلها ،ويحمل همومها في الداخل كما في الخارج  ،والوحيد من يشدنا حبه الى هذا الوطن

 

2         ـ ابدا بالجيل الاول باعتباره الثروة الخام ومنتج الراسمال الغير المادي الذي يقصده صاحب الجلالة ،الا يحق لهؤلاء العائدين الى ارض الوطن كمتقاعدين بعد اكثر من اربعين سنة من الكفاح المرير، وقد لايتجاوز عددهم اليوم الفي متقاعد في الحد الاعلى، ومستثمرين ان يحتفظوا بسياراتهم  على سبيل الاستغلال لاغراضهم الشخصية ،مقابل التزامهم بعدم بيعها او تفويتها او تسليمها، فتتفهم حكومتنا الموقرة ان السيارة الشخصية اصبحت وسيلة من وسائل النقل الضرورية للفرد، والتي لايمكن الاستغناء عنها  كالحذاء وكالزوج او  الزوجة . الا ترون معي ذلك افضل من ان تودع هذه السيارات  بعد ستة اشهر الى حظائر في مدينتي سبتة ومليلية باجر يفوق 50 درهما لليلة واحدة  ولمدة تزيد على 200 ليلة ، والتي تكلفنا وتستنزف  خزينة الدولة بما يقارب ست  مليارات سنتم سنويا ،الا ترون من العار ان يحول هذا المبلغ  بالعملة الصعبة او الوطنية الى هاتين المدينتين المحتلتين ، التي اصبحت ليال مبيت سياراتنا في حضائرها العارية ،يضاهي او يفوق قيمة ليال مبيت  في افخم  الفنادق المصنفة في اجمل مدننا السياحية

      فمن غير المستبعد ان تصبح  فنادق هاتين المدينتين ذات يوم ،مأوي لازواجنا وزوجاتنا وابنائنا وبناتنا بعد اجلائهم قسرا عن وطنهم واخراجهم من منازلهم ،حينما تتجاوز مدة اقامتهم فيه ستة اشهر. بذلك سنعزز قطاع السياحة الاسبانية ونذر العملة الصعبة على خزينتها  باسم اجراءات جائرة  وقوانين ظالمة وحسابات خاطئة

       بربكم الا ترون اتساع جبال الريف وسهول انكاد وطافراطة كافية لاستيعاب هذا الكم من سيارا ت افراد جاليتنا ،اذا كان ليس من حقها ان تسير على طرقنا التي ستخدشها عجلاتها ، وتلوث بيئتنا بدخان محركاتها ،فما فائدة الطرق التي تتحدثون عنها بالنسبة الينا ، وتبشروننا بانجازها اذا لم يكن لنا الحق في السير عليها بسياراتنا ، ففي غياب أي حل عجزت عنه عبقرية حكومتنا المصلحة التي تدعي محاربة الفساد وحماية الاقتصاد . الاترون معي ان هذا الا جراء قد يبرر التهريب المنظم للعملة الصعبة والوطنية، وهذا القانون يبرر الفساد بعينه ويهدد استقرار افراد جاليتنا ،ويعيق الاستثمار في وطننا ،ويخرب الاقتصاد بعكس ما يرى انه يمنعه او يحميه في بلدنا ،انها وجهة نظر خاصة

        بربكم الا يستحق هؤلاء المتقاعدون والمستثمرون من افراد جاليتنا الذين لم يصل عددهم الى الفي شخص اعفاءهم ومنحهم هذه الميزة من طرف  حكومة بلدهم الموقرة ،حتى يمكننا ان نعتبرها  هيبة وليس حقا او ردا  للجميل، وكسابقة نسجلها في سجلات الاصلاح الذي تدعيه هذه الحكومة وسابقاتها ،ام ترى كان ذلك  من سيخرب اقتصاد البلاد ويعرض معامل السيارات للافلاس .والا فلماذا  لايطالب  الاجانب المقيمون في بلدنا بهذه الواجبات ،وبعض المغاربة المحسوبون على بعض الجهات باستثناء افراد الجالية .لماذا لايقدم لافراد جاليتنا من الخدمات مثل ما يقدم للسواح الاجانب في الفنادق، وفي المعابر وفي الطرق وفي الموانئ والمطارات ،وان كان افراد جاليتنا من يشكلون 50 بالمائة من هؤلاء السواح ،ومعظمهم متنكرون عمدا  وراء جوازات  حمراء  تجنبا لهذا النوع من الاحتقار، وتفاديا لممارسات مهينة لكرامتهم في وطنهم .اهذا كل ما يستحقه افراد الجالية 

 

3        ـ الايمكن منح هؤلاء بعض الحماية القانونية لهم ولمشاريعهم وممتلكاتهم ومساكنهم المعرضة  لترامى  بعض المحتالين والنصابين المتمرسين في عمليات النصب والاحتيال المباشر والغير المباشر بمساعدة بعض المتواطئين معهم والذين يتعامل معهم القانون والقضاء احيانا بكل مرونة دون حزم او حسم في هذه القضايا بالسرعة المطلوبة الى ان ضاعت حقوق كثير من افراد جاليتنا بعد طول انتظار يطويه الياس والملل في ظل الخلل الذي يطال ملفات قضاياهم بذلك يصبح الواقع سيد الموقف الذي  يفرض عليهم ثلاث خيارات احلاهم امر ـ فاما ان يندمجوا من جديد وبشكل سلبي وسط هذا المجتمع المتسيب فيتمردون على كل القوانين والاعراف ثم يصبحون باسم حق الدفاع عن النفس والنفيس قتلة و مجرمين يحجزون اسرتهم في المستشفيات ويقضون ماتبقى من اعمارهم في السجون ـ واما ان يستسلموا للامر الواقع وللخطرالذي يداهم عصارة سنين عمرهم ويعرض حياتهم الى الموت و خطر الاصابة بالخبل والجنون  ـ واما ان يلجاوا  الى الخيار الثالث باعتباره ملاذ المستضعفين الذي اخذ به الكثيرون بعد ان اصبح يفرض عليهم بيع ما تبقى لهم من كل هذه الممتلكات والتخلص من هذه المشاريع والهروب بانفسهم الى بلدان اقامتهم حيث يمكنهم بثمن بيع منزلهم في المغرب  شراء منزلين في اسبانيا حاليا  وبثمن بيع قطعة ارضية من امتار قليلة يمكنهم شراء مزرعة من هكتارات متعددة  في فرنسا وايطاليا  وبثمن مشروعهم يمكنهم انجاز مشروعين في بلدان اخرى مع كل الضمانات القانونية والفعلية المصاحبة  بتشجيعات ادارية وبنكية تحفزهم على الاستثمار وتضمن لهم الاستقرار وقد يجدون ذلك اسهل بكثير من التردد على ادارات ومحاكم  قلما تنصفهم الا بعد عشرات السنين من الاخذ والرد وبالتالي بجرة قلم او حيلة  نصاب  تصبج حقوق افراد جاليتنا  في مهب الرياح بمثل هذه الممارسات تتعامل وكلات اسفارنا مع شبابنا واطفالنا حينما ترفع في وجوههم اسعارالتذاكر كلما اقترب موسم عطلتهم السنوية فتدفعهم الى تغيير وجهتهم الى استكشاف افاق جديدة عبر العالم قد  تغريهم او تغنيهم عن استكشاف مغربهم 

       كما قد تساهم في هذه العودة الثانية  وانا اقول النفرة النهائية  تصرفات بعض اداراتنا في تعقيد مساطرها بالنسبة للجالية فمن اجل نقطة على الحرف ناقصة او زائدة  تفرض علينا الانتقال الى اقصى اروبا او امريكا لغاية الابتزاز وتصفية الحسابات الضيقة ناهيك عن الممارسات اللانسانية التي تمارسها بعض القنصليات ضد افراد جاليتنا التي ادت بمعظمها الى التجنيس هربا من التردد على مكاتبها التي لا تلبي حاجيات جاليتنا دون تماطل واهانة ورشوة حتى فيما يتعلق بتسليم  وثائق من اجل تسهيل نقل جثث الموتى  اذا كانت الجالية من تقوم بدور التمثيل القنصلي في اروبا وتنصب نفسها طرفا للدفاع عن وحدتها الترابية وتتصدى لكل مساس بكرامتها الانسانية  وتضحي بغاليها ونفيسها من اجل سمعتها الوطنية  امام المحاكم في الدول الاخرى فاي دور يبقى  للقنصليات المغربية في هذه الدول الشرقية والغربية

        ولا مجال الى العودة للخوض في ما يعانيه افراد جاليتنا في نقط العبور من ماساة ومعانات حقيقية مع رجال الحدود  سبق وان تطرقنا اليها مئات المرات دون جدوى فلا فائدة  من مضيعة الوقت قي تكرارها  ولا ادل على ذلك من مهزلة جوازاتنا التي لاتحمل غير اختام شرطة حدودنا بالدخول والخروج  من والى المغرب ومعاناتنا مع الجمارك من اجل الورقة الخضراء المتعلقة بسياراتنا بغض النظر عن مبالغة رجال الدرك وشرطة المرور احيانا في سحب رخص السياقة

         اما على المستوى المحلي فحدث ولا حرج واذكر على سبيل المثال لاالحصر مشكل مستوردي قطاع الغيار الذين اختاروا الاستثمار في هذا المجال دون ارادتهم  تحت ثقل الازمة الاقتصادية العالمية ومن لازال ملف مطلبهم لم يبارح رفوف مكاتب هذه الادارة منذ اكثر من خمس سنوات بعد ان بذلنا في سبيله مجهودا  وضيعنا من اجله وقتا لايستهان به منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومنهم من افلس وهاجر ومازال هذا الملف لم يبرح مكانه لاسباب يعلمها الله   بغض النظر عن الطلبات والشكايات المتقاطرة على المجلس البلدي واخص بالذكر مطالب مجموعة من متقاعدين من ساكنة حي التقدم بخصوص اغفال اصلاحات بمحيطهم

       لاشك في ان هذا النوع من التماطل في اتخاذ القرارات الحاسمة قد يؤثر سلبا على الاستثمار في هذه المدينة وبعيدا عن الاستثمار والمضاربات التجارية المرتبطة بالاغراض السياسية والانتخابية  اريد ان اعرج على المجال الانساني فلا يفوتني ذكر معانات بعض المصابين من افراد جاليتنا بالامراض المزمنة من بينهم مرضى القصور الكلوي الذين لم تستطع ادارة المستشفى ان  توفر لهم  حصصا في مركز تصفية الدم بتاوريرت اثناء عطلتهم بعد ان تقدمنا لهم بطلب من اجل ذلك دون فائدة كما تقدمنا بطلب لقاء عاجل مع السيد العامل في الموضوع دون جدوى ما جعل بعض هؤلاء المرضى  يقضون ايام عطلتهم في الفنادق بمدن اخرى بعيدا عن اسرهم وعوائلهم التي جاءوا من اجل احياء صلة الرحم بها في حين قام بعضهم الاخر بالغاء عطلتهم فحرموا من مواصلة زيارة اهاليهم في عز ايام اعمارهم  وقد وجدنا ذلك يضرب في صميم الاتفاقية المغربية الفرنسية بخصوص الانخراط في صندوق الضمان الاجتماعي التي تم تفعيلها اخيرا وقد تبين عدم استجابة جلهم للاتفاقية نتيجة هذه الاسباب ولمدى انعكاساتها السلبية على حياتهم واوضاعهم الاجتماعية والمادية الغير مشجعة  

        كما يجرنا الحديث في المجال الاداري الى ذكر معانات بعض ابناء جاليتنا الذين يتابعون دراستهم في هذا البلد من اجل الحصول على البطاقة الوطنية او اية وثيقة وامام الاجراءات والمساطر المعقدة  استطاع بعضهم الحصول على جنسيات بلدان اقامتهم في ظروف قياسية والعودة بصفة نهائية الى هذه البلدان حيث مازالت ملفات تسوية مشاكلهم من اجل اصلاح الحرف او النقطة كما ذكرنا تراوح مكاتب بعض الادارات اوتبارح رفوف بعض المحاكم في انتظار يوم قد ياتي او لاياتي  والى اجل غير مسمى

        ناهيك عن المنازعات والشكايات المعروضة على النيابة العامة والتي مازالت ركينة بمخافر الضابطة القضائية منذ شهور او سنين عديدة ومعظمها قد طالها الحفظ والنسيان وبعضها  مازال يخضع لتعميق الابحاث وبعضها الاخر مازال مجمدا الى حين  كل هذه التصرفات نراها ليست بالجدية  ونصنفها ضمن اصناف الاستهانة والاحتقار لافراد جاليتنا استغلالا لاوقاتهم الضيقة ولظروفهم القاهرة التي تجذبهم الى بلدان اقامتهم  ولروابطهم القوية التي تشدهم الى ارض وطنهم  ولكن رغم الشد والجذب  تبقى بلادنا مهما  جارت علينا عزيزة   ويبقى  اهلنا مهما جاروا علينا ليسوا كراما 

      امام هذه الممارسات المشينة والاسباب المنفرة  التي لاتسرنا ولاتشرف وطننا ولا تكرم اصحاب القرار فيه لا اظن ان مثل هذه الروابط  ستمنع الاجيال القادمة باعتبارها الراسمال الغير المادي الذي يقصده صاحب الجلالة من الانفلات وهي لاتملك القوة للثبات في وجه هذه التعقيدات المستمرة نتيجة انعدام التواصل الايجابي بين الجالية والادارة والمجتمع ككل باعتبار افراد الجالية حملة طباع وعادات وخلل طالحة  فمن شب على امر شاب عليه وان ما نقشته السنين لايمكن ان تمحوه  الدقائق والثواني وان ما نشات عليه الجالية هو الانضباط الديمقراطي والاقتناع بالحق والواجب والايمان بقيمة الوقت انها لاتقدر بثمن ولامجال للمقارنة   كما تعلمون ان ابناءنا نتيجة انعدام التواصل لا يقدرون على  تحمل هذه الاهانات كما اننا لانقدر على اقناعهم  بحق يراد به باطل لذلك فنحن نرى علاقتهم بمغربهم ستنتهي بمجرد نهاية اجل ابائهم سواء منهم  من ابى الا ان يقضي ماتبقى من عمره بين ربوع وطنه كمن  عزم على تركه بلااسف ومفارقته بلا ندم ومغادرته  بلا رجعة ارض هذا الوطن الذي لم يستطيع ان يوفر لهم فيه ادنى متطلبات حياتهم الضرورية الى ان اصبح شد الرحال الى بلدان  اقامتهم امرا لامفر منه حيث ستوفر لهم  كل الاسباب التي تحببها اليهم  وتساعدهم على قطع  صلتهم بابنائهم وابائهم وبجذورهم واصولهم وتكرههم في مغربهم  ليصبح  بالنسبة اليهم كغيره من البلدان التي لاتربطهم بها اية رابطة ثقافية او اجتماعية او اقتصادية او حتى وطنية وذلك هو البلاء العظيم

      قد يكون مخطئا من يظن انهم  لايستطيعون ذلك لفرط حبهم لوطنهم وارتباطهم  بعوائلهم وشوقهم لابائهم  } نعم كلنا  نحب وطننا  ونحب ملكنا ونحب ارضنا ولكننا نكره من يكرهنا في وطننا ونحارب من يريد ان يفسد حبنا  لملكنا  ويفرق بيننا واهلنا وينغص علينا العيش والحياة  في ارضنا  فاذا كانت الظروف الاجتماعية والاقتصادية والفقر والحاجة من اجبرتنا  على مغادرة وطننا بالامس مكرهين فلا ينبغي لظروف القهر والحكرة والاهانة ان تجبر  ابنائنا  واحفادنا  على تركه اليوم ايضا مكرهين وفي الختام

           السيد العامل المحترم كما سبق الذكر اننا نعلم انه ليس بيدكم عصا موسى ولا خاتم سليمان من اجل تغيير هذه الاوضاع ونعلم انكم لن تستطيعوا الاجابة على كل هذه الاسئلة المطروحة ولكن ما نرجوه ونلتمسه منكم بالحاح في حال رغبتكم في مساعدتنا وايجاد الحلول لمشاكلنا في اطار التعليمات السامية لصاحب الجلالة ان تضربوا لنا موعدا وتنظموا  معنا لقاءا لنحدد معا نقط جدول الاعمال التي يمكن مناقشتها مع كل الفاعلين ذوي الصلة والنوايا الحسنة من اجل ايجاد الحلول الممكنة  والا سنظل نردد هذه الاغنية المملة منذ سنين عديدة ونعاود هذه الاسطوانة المشروخة سنين متعددة مضيعة للوقت دون فائدة