بقلم : عزالدين قدوري

 تسود حالة من الاحتقان والغضب الشديد في صفوف شباب وسكان مدينة تاوريرت، بسبب فشل مشروع السوق المغطى بالحي القديم، حيث تمت إعادة بناءه بقيمة مالية باهظة. المشروع الذي تم انتظاره يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر … إلى أن تمت أشغال بناءه، ليحكم عليه بالموت في مهده لأسباب غير معروفة لحدود الساعة، فقط تأويلات، و تحليلات، وقيل و قال، وكثرة للسؤال.
هذا السوق الذي كان له تاريخ عريق بالمدينة، والذي كان شاهدا على حقبة تاريخية لمدينة تاوريرت تمت إعادة بناءه من اجل إعطاء الحي القديم جمالية معمارية و رونقا خاصا تستفيد منه الساكنة كما قيل و يقال. لكنه و للأسف طمست هويته المعمارية و التاريخية و حكم عليه بالفشل، فلا هو ساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية بالمنظور العصري الذي قالوا عنه، و لا هو بقي كما كان سوقا بعمارة تقليدية تحافظ على طابعه التاريخي.
و اليوم هذا المشروع الفاشل، أضحى مثار سخط التجار و السكان على حد سواء، حيث أن بقاء أبوابه موصدة لسنوات، تسبب في حالة من التردي و في شلل واضح للحركة التجارية بالحي القديم الذي كان يعرف رواجا. وقد بدد هذا الوضع المتردي وهذا الفشل كل الآمال لدى الساكنة، مما جعل حلم إعادة بناءه وفتحه في وجههم للاستفادة منه محض أضغاث أحلام، و يتحول إلى مجرد وعد كاذب، و يتم إدراجه في قائمة المشاريع الفاشلة بمدينة تاوريرت اليتيمة، وهو ما دفع شباب وسكان الحي في عدة مرات عبر صفحات التواصل الاجتماعي و ما أمكنهم من وسائل إلى المطالبة بإيجاد حلول حتى ولو كانت ترقيعية، لإنعاش و إنقاذ النشاط التجاري، و إعادته إلى سيره العادي في أفق إيجاد حل معقول لهدا المشكل.