بقلم : عزالدين قدوري

تعتبر الصناعة التقليدية على اختلاف ألوانها من أهم القطاعات الاقتصادية المهمة بمدينة تاوريرت ، و التي كانت تعرف فيما مضى رواجا وحركة نشطة ، إلى أن شلت حركتها في السنوات القليلة الأخيرة ، فأضحت تعرف كسادا و إهمالا أدى إلى انقراض حرف و تدهور وضعية حرف أخرى .
الأمر الذي بات يطرح سؤالا ملحا في الشارع و بين صفحات العالم الأزرق حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تردي وضعية الصناعة التقليدية بإقليم تاوريرت.
و خلال هذه الأيام ومع افتتاح معرض الصناعة التقليدية الذي لم تدخر بعض الأقلام بين ألاف الأقواس جهدها في تغطيته والمبالغة في تصويره و وصفه . نجد معظم سكان المدينة شيب وشباب ، في الشارع وفي المقاهي … ما من حديث يدور هنا أو هناك إلا عن موضوع المعرض بشكل خاص و الصناعة التقليدية بتاوريرت بشكل عام .
فمعظم المهتمين والصناع التقليديين يرون أن المشكل الأساسي الذي يواجه الصناعة التقليدية بتاوريرت يتمثل في إهمال دور الصناعة التقليدية المحلية ، و أن تنظيم معارض بتكاليف باهظة، لا يستفيد منها اغلب الصناع المحليين هي في الأصل معارض فاشلة .
و كما أنهم يرون أيضا أن الحل الأمثل للخروج من هذا المأزق يكمن في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من قطاع الصناعة التقليدية و إعادة النظر في تسيير قرية الصناعة التقليدية التي تطلب إنشاؤها غلافا ماليا فاق 8 ملايين درهم و شيدت على مساحة إجمالية قدرها 2500 متر مربع. و اشرف جلالة الملك محمد السادس على تدشينها سنة 2013 . و بالرغم من كل تلك المجهودات لا زالت إلى يومنا قرية شبه مهجورة لا حركة تدب فيها .
إن بعث و إحياء قطاع الصناعة التقليدية بتاوريرت للحفاظ على دورها الحرفي والتاريخي والحضاري يحتاج إلى تخليق فضاءات الصناعة التقليدية و تنظيفها من العبث الذي يطالها ، وتنظيم التكويـن والتكويـن المستمر لفائدة الصناع التقليديين على المستوى النظري والتطبيقي .