تاوريرت بريس :

 

أكد سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ محمد عامر، الخميس في مالين (شمال بلجيكا)، أن السياسة الأفريقية للمغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس تتيح آفاقا جديدة لشراكة ثلاثية الأطراف مبتكرة مع أوروبا.

و خلال ندوة نظمتها المؤسسة الجامعية “بيزنس سكول طوماس مور”، أبرز السيد عامر أنه بفضل سياستها الإفريقية، أصبحت المملكة “فاعلا شاملا في إفريقيا ” و أعادت إرساء عبر دورها “التاريخي” جسرا بين الشمال و الجنوب ، مسجلا أن الحضور المغربي الهام في إفريقيا يشكل “فرصة ذهبية” للمقاولات الأوروبية .

و في كلمة أمام حشد غفير من الطلبة البلجيكيين و البلجيكيين- المغاربة، أكد السفير أن المغرب تبنى خلال السنوات الأخيرة التزاما “غير مسبوق” تجاه إفريقيا، مذكرا أن المملكة تربطها أواصر تاريخية ، ثقافية و اقتصادية “قوية جدا” مع قارتها.

وسجل السيد عامر ، أن الحضور المغربي في إفريقيا ازداد حجمه خلال سنوات الأخيرة “، مشيرا إلى إنشاء العديد من المقاولات المغربية و كذلك إطلاق مشاريع ضخمة ، من قبيل مشروع خط أنابيب الغاز المغرب –نيجيريا و مشروع المنصة المندمجة لإنتاج الأسمدة في إثيوبية.

وأضاف أن المغرب عزز أيضا تواجده في إفريقيا عبر مشاريع أخرى تروم تحسين ظروف عيش السكان ، مشيرا في هذا السياق ، إلى قرى الصيادين و مراكز التكوين و أيضا دور الشباب

وأوضح السفير أن السياسة الإفريقية للمغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة ترتكز على مقاربة “شمولية” تغطي جميع الميادين : الأمن و الاقتصاد و المالية و البيئة و الفلاحة ..، مبرزا أن المملكة تضع أيضا تجربتها في الحقل الديني و تكوين الأئمة لفائدة شركائها الأفارقة.

و في هذ السياق ، ذكر السيد عامر أن معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات قام بتكوين العديد من الأئمة الأفارقة منذ إنشائه في عام 2015، مؤكدا دور هذا المعهد في الترويج لإسلام معتدل و وسطي.

من جهة أخرى، لم يفت السفير تقديم سياسة المغرب الجديدة في مجال الهجرة، التي تقوم على “مقاربة إنسانية وتحترم الحقوق الأساسية للمهاجرين “، مذكرا أن المملكة قامت منذ 2014 بتسوية وضعية 50 ألف مهاجر معظمهم من إفريقيا جنوب الصحراء.

وإلى جانب ، السياسة الإفريقية للمغرب، أبرز السيد عامر خلال مداخلته المقومات التي تزخر بها المملكة و الاستقرار الذي تنعم به ، ما جعلها “استثناء” حقيقيا في منطقة “جد مضطربة” .

وقال إن “المغرب بلد مستقر، منفتح و جذاب” ، مبرزا أن المملكة تتوفر على مناخ للأعمال مواتي و ما فتئت تبذل جهودا حثيثة من أجل تشجيع الاستثمارات عبر القيام بإصلاحات و إجراءات تحفيزية .

وتطرق السيد عامر أيضا للإصلاحات السياسية و الاقتصادية ” “الشجاعة” التي انخرط فيها المغرب خلال السنوات الأخيرة ، وكذلك الأوراش الكبرى التي أطلقها ، خاصة في ميادين البنيات التحتية و الطاقات المتجددة و السياحة و صناعة السيارات.

من جهة أخرى، تطرق لإصلاح الحقل الديني و الدور الذي تضطلع به إمارة المؤمنين، التي يجسدها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، كحصن ضد التطرف و الرديكالية.

و تلت مداخلة السفير مناقشة شكلت مناسبة للتبادل مع العديد من الطلبة الحاضرين حول مختلف أبعاد العلاقات المغربية –الإفريقية ، و كذلك آفاق التعاون الواعد مع بلجيكا و أوروبا.