تاوريرت بريس :

 

افتتحت اليوم الأربعاء بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، فعاليات معرض “كنوز الإسلام في إفريقيا، من تمبكتو إلى زنجبار” الذي يستكشف جانبا مهما من الثقافات الإفريقية جنوب الصحراء.

واعتبر رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ، أن هذه التظاهرة الفنية، التي تنظم في ثلاثة فضاءات رئيسية بالعاصمة، تضم إلى جانب متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر كلا من باب الرواح والباب الكبير، “اكتست في الرباط حلة أجمل منها في باريس” التي احتضنت النسخة الأولى من المعرض.

وسجل السيد لانغ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه النسخة التي تقام بالرباط بمبادرة من معهد العالمي العربي وأكاديمية المملكة المغربية، “تظل وفية لروح النسخة الأولى، مع إثرائها بالإبداعات الفنية المغربية”، مبرزا التأثير الروحي الكبير للمغرب على العديد من البلدان الإفريقية.

من جانبه، عبر رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، في تصريح للصحافة، عن سعادته بتنظيم معرض فني بهذا المستوى من الجمالية.

ودعا السيد قطبي، الذي ذكر بالإقبال الكبير على البينالي الأول لمدينة الرباط، إلى تشجيع مثل هذه التظاهرات الثقافية لكون “المغاربة عامة وساكنة الرباط بشكل خاص مولعين بالثقافة”.

من جهته، أكد وزير الثقافة والشباب والرياضة، حسن عبيابة، أن هذه التظاهرة تبرز الكنوز المادية من خلال تزاوج الفن الحديث وعلم الأنثربولوجيا وعلم الإثنيات.

وأضاف في كلمة ألقاها نيابة عنه الكاتب العام لوزارة الثقافة، عبد الإله عفيفي، أن التظاهرة تبرز “كنوزا لامادية تعكس العلاقات الوثيقة بين الإسلام والإبداع، وبين المعتقدات والفنون، والإيمان والحياة”.

أما أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية عبد الجليل الحجمري فقال، في كلمة بالمناسبة، إن هذا المعرض فرصة للتعريف بالإسلام في إفريقيا، مسلطا الضوء على المحطات التي مر بها تاريخ الإسلام والمسلمين في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.

وأضاف أن هذه اللقاءات تتوخى استحضار تيارات الفكر المختلفة التي رافقت تشكل وعي الفن الإسلامي في إفريقيا، وكذا رمزيته وتعبيراته وما أنتجه من أفكار وحضارات، مشيرا إلى أن هذا المعرض يستمد أهميته من كونه يسلط الضوء على الدور الروحي والتبادل الثقافي على مر القرون، بين إفريقيا والشرق الأوسط.

ويروي كتاب “كنوز الإسلام في إفريقيا: من تمبكتو إلى زنجبار” تاريخا ممتدا على 13 قرنا، في تزاوج تام بين الفن والأركيولوجيا والهندسة المعمارية والإثنوغرافيا.

ويضم المعرض 250 عملا فنيا تراثيا ومعاصرا من مجموعات عامة وخاصة من المغرب وإفريقيا وأوروبا. ويتركز مسار المعرض على ثلاث مناطق جغرافية: إفريقيا الغربية والقرن الإفريقي ووادي النيل الأعلى والمنطقة السواحيلية، باعتبارها مناطق تتوافق مع أقدم الاتصالات وأكثرها غنى بين العالم العربي–الإسلامي وبلاد السودان جنوب الصحراء.