تاوريرت بريس :

 في الوقت الذي يتساءل فيه الجميع عن أبعاد ودلالات ترؤس المغرب لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي شهر شتنبر القادم، قال عتيق السعيد، الباحث الجامعي والمحلل السياسي، في حوار مع موقع القناة الثانية، إن هذه المهمة التي أوكلت للمغرب تأتي في اطار مكانة المملكة في الريادة في مجال الأمن الدولي و ايمانا من المغرب بقيم السلام والحوار وتشجيع التعاون وعلاقات الصداقة.

وفيما يلي نص الحوار:

ما هي مهام مجلس الامن و السلم التابع للاتحاد الافريقي؟

إنشاء مجلس للسلم والأمن كجهاز و آلية مؤسساتية دائمة يهدف لتقديم التوصيات و كذا القرارات بشأن ردع كل انواع الصراعات القبلية و النزاعات المسلحة وإدارتها وتسويتها داخل الإتحاد، كما يعتبر آلية استباقية تعمل من اجل الإخبار بالإنذار المبكر لتسهيل الاستجابة الفعالة وفي الوقت المناسب لأوضاع النزاعات والأزمات في أفريقيا.

و تدعم مجلس السلم والأمن مفوضية الأمم المتحدة كإطار دولي لحفظ السلم وهيئة للحكماء وكذلك نظام قاري للإنذار المبكر بالحروب و الكوارث.

ولقد تم إحداث المجلس من أجل العمل على تفعيل مجموعة من الأهداف متمثلة في تعزيز السلام والأمن والاستقرار في افريقيا من أجل ضمان حماية وحفظ حياة وممتلكات ورفاهية الشعوب الافريقية وبيئتها وكذلك خلق الظروف المواتية لتحقيق التنمية المستدامة، تم ترقب ومنع النزاعات وفي حالات حدوث النزاعات تكون مسؤولية مجلس السلم والأمن هي تولي مهام إحلال وبناء السلام بغية تسوية هذه النزاعات، بالاضافة إلى تعزيز وتنفيذ الأنشطة المتعلقة ببناء السلام وإعادة التعمير في فترة ما بعد النزاعات وذلك لتعزيز السلام والحيلولة دون تجدد أعمال العنف.

ما دلالات ترؤس المغرب لدورة المجلس المقبلة و مكانته في دول الإتحاد الافريقي؟

واكب المغرب مند فاتح أبريل 2018 أشغال المنظمة الأمنية كعضو أساسي في مجلس السلم والامن حيث تم انتخابه لولاية من سنتين، يحرص من خلالها على تعزيز الجهود والمبادرات الرامية إلى المساهمة بشكل فعال في ترسيخ ثقافة السلم و تحقيق الأمن في إفريقيا.

ترؤس المغرب يأتي في سياق انتخابه في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، من خلال القمة الاخيرة للاتحاد الإفريقي التي انعقدت في يناير 2018 بأديس ابابا، ويحمل هذا الترؤس دلالات عديدة تتمثل في الثقة و المصداقية التي يحظى بها المغرب ضمن دول القارة و ايضا تقديرا لاستراتيجيته الأمنية داخل الدول الإفريقية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، و هو اعتراف بالدور الفاعل للمملكة المغربية، ولعملها ومبادراتها ذات المصداقية والتضامنية منذ ستينيات القرن الماضي لفائدة استقرار إفريقيا ورفاه المواطن الإفريقي.

كما أشير إلى أن ترؤس المغرب للمجلس في دورته المقبلة، يأتي في اطار مكانة المملكة في الريادة في مجال الأمن الدولي و ايمانا منه بقيم السلام والحوار وتشجيع التعاون وعلاقات الصداقة، سيسعى خلال مدة انتدابه بالمجلس للعمل على تعزيز الجهود والمبادرات الرامية إلى المساهمة بشكل بناء وإيجابي، في تحقيق السلم والأمن في إفريقيا .

ترؤس المغرب للمجلس ستكون له حمولة رمزية كبيرة بين دول الإتحاد لما راكمت المملكة من تطور في اجهزتها الامنية و ما بوءتها من مكانة الريادة على الصعيد الدولي لاسيما في مجال ردع الارهاب و التطرف.

ماهي ابرز الملفات المعروضة أمام مجلس الأمن و السلم الإفريقي لهاته الدورة ؟

دول القارة الافريقية تعرف حالة من القلق إزاء الانتشار المستمر للنزاعات المسلحة فى افريقيا وإزاء عدم إسهام أي عامل داخلى منفرد فى التراجع الاجتماعى والاقتصادى للقارة وفى معاناة السكان المدنيين , أكثر من إسهام كارثة النزاعات داخل الدول.

إفريقيا تواجه تحديات أمنية كثيرة ومعقدة، تفرض عملا مشتركا وتشاوريا، والتزاما راسخا من قبل الدول الإفريقية والأطراف الفاعلة من أجل ضمان وتثبيت الأمن والسلم المستدامين ، كل هذا لن يتحقق إلا من خلال الاستقرار السياسي واحترام السيادة والوحدة الترابية للدول وكذا ترسيخ دولة الحق في إفريقيا.

المغرب سيكون امام ملفات كثيرة من بين الأجندة الإفريقية المشتركة منها وضعية النزاعات والأزمات الحادة وذات الأولوية، والتي تشكل تهديدا حقيقيا للأمن والسلم في إفريقيا، مع حرصه على تشجيع مقاربة شمولية، وخصوصا من خلال الدبلوماسية الاستباقية والوساطة والمساعي الحميدة والمغرب يعتبر رائدا في مجال حفظ الأمن الدولي و قد برهن عن مكانته الرفيعة في مساعدة العديد من دول العالم لاسيما دول الإتحاد الأوروبي في ردع و محاربة الارهاب و بالتالي ترأسه للمحلس سيكون له تحفيز كبير لدول الاعضاء على السير نحو التوجه الذي سطرته المملكة بقيادة جلالة الملك محمد السادس.

وكالات