بقلم الخضير قدور

 لقد اخترت ثلاثة رجال سلطة من الستة المتوالين على هذا الاقليم والذين بصموا على ذاكرة المدينة ببصمات ذهبية قد يظل التاريخ محتفظا بها للاجيال المتلاحقة وسيبقى العامل الاول لصاحب الجلالة السيد محمد البوشيخي يتصدر القائمة
السيد محمد البوشيخي قبل ان يكون رجل سلطة حضي بتتويجه عاملا على اقليم تاوريرت الفتي كان انسانا متواضعا مؤمنا برسالته كرجل ذا شخصية قوية وكفاءة سياسية عالية مكنته من تحمل مسؤولية كان اجدر بحملها وتقلده لامانة كان اقدر على تقلدها والنهوض بها الا وهما خدمة الوطن وخدمة المواطن وان كان هناك من يخالفني الراي ويرى في الاشخاص غير ما اراه من منظوري الخاص قد لا يكون بصري من حديد ولا كان الرجال من الملائكة المعصومين من الزلل والخطايا الا انه قد لايستطيع اي كائن مهما كان ان يحضى برضا الكل وعند حسن ظن الكل ولكن مهما كان او يكون من الامر سيبقى ذكر من ثقلت موازين حسناته خفيفا على كل لسان ومن باب الانصاف والحياد الايجابي ينبغي ايفاء كل ذي حق حقه رغم ان ثمن الشهرة يبقى ضريبة لا يعفى منها اي خاضع ملزم بادائها مهما كان الحال ستبقى اثارهم تتحدث عنهم والتاريخ خير شاهد على عصرهم فيكون السيد محمد البوشيخي اول عامل لصاحب الجلالة على اقليم فتي استطاع وضع القاطرة على سكتها باحكام وهياها للانطلاق

حيث يتولى خلفه السيد علي حجير دفعها في اتجاهها السليم وقبل ذلك محاولة اماطة الشوائب التي قد تعطل الانطلاقة بنوع من الرزانة وضبط النفس هذا الاخير لايريد ان يظهر بما ظهر به سلفه من العزم والحسم والشجاعة لدحض كل المعوقات التي تحاول الوقوف في وجه مسيرته واعاقة سير قاطرته تلك التي حاول خلفه تحاشيها بلا ضر ولا ضرر ودفعها بالتي هي احسن الا ان ذلك لم يكن سيجديه نفعا وسيفرض عليه لاحقا شق طريقه مهما سيكلفه ذلك من ثمن السيد حجير بدوره كان رجلا متواضعا يحترم المواطن ليكتسب احترامه ويضع الناس في اماكنها ويتوسم الشرفاء والمثقفين وذوي الراي والمشورة فيقربهم منه ليستفيد من افكارهم كذلك ظل ينقب على الفعاليات المفيدة واستقطابها الى جانبه وعيا منه ا ن اهل مكة ادرى بشعابها لكن الظروف قد حالت دون تحقيق رغبته في استقطاب هذه الشريحة التي يرى اعتماده عليها اساسيا واستناده اليها ضروريا في مواجهة اللوبي الفاسد الذي يقف حجر عثر في طريق تقدم هذه المدينة وقد كان انتقاله قبل نهاية عهدته خسارة لها السيد علي حجير كان رجلا طموحا ذا نظرات حكيمة الى افق مشرق وقد رسم هو الاخر للمدينة خريطة طريق واضحة المعالم

وبعد السيد حجير سنعرج على ذكر الشخصية الاخرى التي تصدرت الصفحة الثالثة من هذا المنشور وفي سجل تاريخ المدينة والاقليم بصفة عامة الا وهي شخصية السيد عزيز بوينيان الرجل الشاب الذي جاء بشحنة قوية ليفجر بها طاقات الاقليم في كل المجالات ويتميز الرجل عن
غيره بكونه عمليا وميدانيا مستمعا اكثر منه متكلما يقرر فينفذ بعيدا عن البروتوكولات المستهلكة للاموال والمستنفذة للطاقات وللزمان
السيد ع بوينيان لايختلف عن سلفه هو الاخر عندما لم تسمح له الظروف ليستمر في مسيرته التنموية وترجمة افكاره على مسرح الواقع وتحقيق الاقلاع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي خططه بهذا الاقليم الذي انتقل عنه قبل انتهاء ولايته مماجعل انتقال هذين الرجلين بهذه السرعة من سوء حظ مدينة تاوريرت وساكنتها وقد ذهب جل المثقفين وشرفاء وفعاليات المدينة في مذهبهم الى كون تحريك الرجلين كان متعمدا في غير صالح الاقليم وسكانه
ثلاث ولايات فقط تنحسب من عمر نهضة تاوريرت العمالة وثلاث رجال فقط من حق التاريخ ان يتحدث عنهم ويحدث بعملهم الاجيال المقبلة ويحتسب الباقون من عداد الغير موجودين او كان وجودهم كعدم واعتبارهم مكلفين بمهمات محددة بالمكان والزمان وراء ابواب مغلقة وقد لاتعتبر ولاياتهم انتكاسية الى حد ما ولكنها مجرد استراحة محارب بين فترات انتقالية لم يتجل للعيان بعد ولايات الرجال الثلاثة المذكورين اي تغير محسوس او ملموس على ارض واقع هذه المدينة ولا اي رسم لملامح جديدة في الافق اللهم بعض المساحيق التي يراد بها اخفاء الندب وتجاعيد الشيخوخة التي تظهرعلى وجه مدينة هرمت قبل الاوان وقد باتت مدينة تاوريرت باعتبارها عاصمة اقليم المفروض فيها ان تعكس ظاهر الاقليم وجمالية المدينة ماخفي منها وماظهر وتبرهن على الجدية والاستمرارية في النماء والتقدم والازدهار وحسن النية على الاقل في التغيير الا انها ومع الاسف الشديد مازالت عاصمة تحتل المرتبة الاخيرة في قائمة عواصم اقاليم الجهة الشرقية من حيث الشكل والمضمون ومازالت تتدنى من عليائها وتنحدر من منحدرها السيء الى الاسوا