الخضير قدوري :

 اجل مفاجاة سارة سرعان ما تحولت الى خيبة امل قاسية وغضبة عارمة ذلك عندما طرق بابي مجموعة من سكان حي لكرارمة 2 الذي يعتبر منطقة حرة بين منطقتين يلجا اليها كل مشرد وسكير وقاطع سبيل ومدمن وكل من ليس لهم سكن ولا وطن ولا حتى هوية ،منطقة معزولة لا هي حضرية ولا قروية ولا تتوفر على امن ولا انارة ولا طرق ولامسالك ولا مدرسة ولا مسجدا ولا اي مرفق تتوفر فيه ادنى شروط الحياة
قد لا يجوب اطرافها سوى الكلاب الضالة التي تفرض عليها حضر التجول منذ غروب الشمس ولا يرفع عنها الا بعد طلوعها وهي منطقة لاتعتبر حيا بمواصفات الاحياء الحضرية التي تنتمي الى مدينة كمدينة تاوريرت ولا هي دوارا بمواصفات الدواوير التي تنتمي الى قرية من قراها الناءية لطالما التمس سكان هذه المنطقة من السلطات المحلية والبلدية والقروية تبنيها او التفكير في فك العزلة عن ساكنتها الا انه مع الاسف لم يقبل اي احد الفكرة في حين ظلت هذه المنطقة معزولة كمنطقة حرة بين دولتين قد يرمى اليها بكل من يستغنى عنهم من الجانبين
الا ان فوجئت ساكنة هذه المنطقة ذات صباح وجاؤوا مستبشرين بناقلة وجرافة تعمل على اصلاح الطريق وفك العزلة على منطقتهم بعد الامطار الاخيرة فرحين باعتراف سلطات المدينة بهم كساكنة حي ينتمي الى مدار حضاري اسمه حي لكرارمة 2 وقد تغير راي هؤلاء بنسبة 190 درجة ايجابا في حق هؤلاء المسؤلين والسلطات التي تفقدتهم وابانت على انها ساهرة على مصالحهم حتى دون ان يقفوا بابوابهم او يحتجوا عليهم كانت مفاجاة تفند كل ادعاء بان السلطات في هذه المدينة لاتقوم بواجبها وغير مبالية او نائمة او منشغلة عنهم وقد جاءت هذه المجموعة لتقترح التوجه نحو هؤلاء المسؤلين وعلى راسهم السيد عامل الاقليم وباشا المدينة ثم رئيس المجلس الجماعي ليقدموا اليهم الشكر والامتنان على هذا الصنيع الذي يعبر عن صدقهم ووطنيتهم ونزاهتهم وعلى مدى انشغالهم بهموم مواطني هذا الاقليم عامة وسكان هذه المنطقة خاصة وليعبروا لهم عن فرحهم وسرورهم بهذه العناية التي يولونها لهم وهذه الرعاية التي احضى بها حيهم من لدنهم بعد عدة سنين
لكن مع الاسف بعد ساعات من التاهب للاقلاع في موكب جماعي الى ابواب هؤلاء فوجئت المجموعة بالخبر اليقين مفاده ان القائم باصلاح الطريق وفك العزلة على منطقتهم ليس هو عامل الاقليم ولا باشا المدينة ولا قائد المقاطعة ولا رئيس الجماعة وانما هو احد المحسنين الذي حول المفاجاة السارة الى خيبة امل قاسية وغضبة عارمة ثم عادوا على اثرهم خائبين نادمين غاضبين ناقمين على كل المسؤولين في هذه المدينة