الخضير قدوري:

 لقد فرض علي تحامل بعض الاقلام الفايسبوكية الغير المسئولة على “وكالة اسفار الإسراء” التي نظمت رحلة من اجل العمرة مع زيارة الاقصى المبارك حوله كثالث الحرمين واولى القبلتين في القدس الشريف متهما هذه الوكالة بالتطبيع مع دولة اسرائيل يبدو من خلال ما نشر ان مفهوم التطبيع ومدلوله في اعتقاد هؤلاء سوى كلمة سياسية تجترها الألسن كيف تشاء وتتداولها الاقلام شكلا وليس مضمونا كما تريد لست بصدد شرح معاني التطبيع لغويا واصطلاحيا ولكن تصديا لبعض الترهات المتداولة باسم التطبيع لذلك لو كان صاحب المقال يتريث قليلا ولم يتسرع في نشر ارائه المستقاة من مصادر مشتتة ومتفرقة على صفحات الفضاء الأزرق اتمنى لو تتخذ مثل هذه الاقلام الحذر من نشر السموم باسم الحقائق
لم اكن مستعدا للرد على مثل هذه المقالات لولا رغبتي في اتخاذها سبيلا الى نشر الرسالة التي حملني اياها الفلسطيني المقدسي المرابط على تخوم القدس الشرقية ورحاب الاقصى الى كل المغاربة الشرفاء الذين يحملون هم فلسطين والفلسطينيين والقدس والمقدسيين رسالة هؤلاء الاخوان تدعونا الى عدم الغلو في تحليل بعض الاراء الخاطئة التي قد تؤدي الى إخفاء الحقائق وتضخيم الاحداث من اجل عرقلة الوصول الى المعلومة الهادفة ويضر اكثر ما ينفع بالقضية الفلسطينية ويساهم في التستر على الواقع فالفلسطيني الذي يكلمنا اليوم في عين المكان بلسان صدق وليس الذي نسمع عنه من الابواق والفضائيات وباصوات والحان مختلفة فالقدس الذي جبنا ازقته وشوارعه وزرنا مدنه والتقينا بسكانها وشيوخها واطفالها ليس هو ذلك القدس الذي نراه على بعض الفضائيات مشتعلا ملتهبا مرعبا يبعد كل من يفكر في زيارته ويتصدى لكل من يرغب في التواصل مع اهله ومشاهدة معالمه التاريخية وماثره الدينية التي قد تبعث فيه الروح النضالية والقتالية من اجل القدس والاقصى
عندما كان اخواننا المغاربة يتوجهون الى البيضاء من اجل المشاركة في المسيرة الالفية او المليونية التي دعت اليها بعض الجمعيات الثقافية والاجتماعية والمنضمات السياسية حينها كنا ثلة قليلة من هذا الشعب نتواجد جنبا الى جنب بين صفوف اخواننا الفلسطينيين داخل المسجد وبعد استماعنا لخطبتي الجمعة في طمانينة وخشوع وانتهائنا من صلاتنا دون لغو او انشغال انصرفنا في هدوء مع المنصرفين الى رحاب الاقصى لنقف وسط المتظاهرين منهم في رحاب الاقصى وما كنا نحمل شعارا سوى بعض الطرابش الحمراء التي تتوسطها خماسية خضراء من كانت تلفت الينا الانظار وتجلب الينا اخواننا الذين انهالوا علينا عناقا وضما الى الصدور كمن وجدوا فينا ملكا وشعبا ودولة تمشي على الاقدام بينهم نوع من الاحساس الغريب بالفخر والاعتزاز حينما تعالت اصوات بعض المتظاهرين بتحية المغرب والثناء على الشعب المغربي وقد لقينا من اخواننا المقدسيين ترحيبا منقطع النظير وبعد انصراف المتظاهرين عبر الابواب الثمانية أبينا إلا ان نخرج كما دخلنا من باب المغاربة حيث وقفنا على مصراعيه وليس ثم من موانع اسرائلية تمنعنا ولا من جنود يقفون في وجوهنا مواقف تقشعر لها الابدان ويعجز عن وصفها اللسان وتشل عن احتوائها الأبصار وتعجز عن شملها العدسات وليس من سمع كمن راى
يقول اخواننا الفلسطينيون انهم يجدون في زياراتنا اليهم والتواصل معهم دفعا لمسيرتهم ودعما لاقتصادهم ورفعا لمعنوياتهم وشدا لازرهم وتاكيدا للفداء بالروح والجسد وتعبيرا عن الحب الذي نكنه اليهم وروح وفائنا للقدس وللاقصى المقدسيون لا يرون فائدة من التباكي على احوالهم والتلويح بشعارات التنديد الجوفاء وليس من سمع كمن راى
واخيرا وليس اخيرا اقول للذين يعتبرون زيارتنا للأقصى تطبيعا لدولة اسرائيل اننا نعتبر مايعتبرونه تخاذلا للاقصى وتنازلا عن مدخلنا الى رحابه وتسليما لمفتاح باب المغاربة المنفتح على مصراعيه لدولة اسرائيل مرة ومرات متعددة اقول للأقلام المسئولة والغير المسئولة ربما كنت مثلكم ذات يوم فقليلا من التريث والحذر حتى لا تصيبوا قوما بجهالة فليس من سمع كمن رأى وشكرا