تاوريرت بريس :

 أبرزت مجموعة التفكير (بوليسي سانتر) التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط، أن رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، بتسرعه نحو إنقاذ صديقه روبرت موغابي، وضع نفسه في مأزق يؤزم من المستقبل السياسي لمعسكره داخل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (الحاكم).

 وأكد المركز، في تحليل للوضعية بزيمبابوي، أن المسار السياسي للرجلين وصل إلى نهايته، فالأول (موغابي) وصل إلى مرحلة متقدمة في السن، فيما استنفذ الآخر (زوما) الولاية التي يحددها القانون، واختارا تفويض سلطات أحزابهم وبلدانهم إلى رفيقتيهما (موغابي لزوجته وزوما لزوجته السابقة).
وسجل المصدر ذاته أنه إذا كان جاكوب زوما اختار، بشكل أكثر ذكاء من روبرت موغابي، العمل سياسيا على استبعاد نائبه رامافوسا، فإن موغابي اختار، من جانبه، وبشكل قوي، إقالة نائبه إيمريسون منانغاوغوى، مذكرا بأن زوما أرسل، في 24 ساعة التي تلت تحرك الجيش في زيمبابوي، وزيري الدفاع والأمن الداخلي لدعم صديقه. وأبرزت مجموعة التفكير أن صفة المبعوثين تشير إلى أن جاكوب زوما كان يسعى إلى إخافة العسكريين الزيمبابويين الذي أبدوا تمسكهم بإقالة روبرت موغابي.

وأوضح المركز أن زوما وجد نفسه، في محاول لإنقاذ ماء الوجه، مجبرا على مناقشة رحيل رئيس زيمبابوي بأقل الخسائر، بمنحه إمكانية الحصول على منفى في جنوب إفريقيا وحمايته من أي ملاحقة قضائية من قبل بلده، مضيفا أن رئيس جنوب افريقيا يجد نفسه اليوم، أمام تحد آخر يتمثل في الاختلاف الحاد الذي بات يسم القوى السياسية في جنوب إفريقيا حول قضية لجوء موغابي وعائلته.

وخلص (بوليسي سانتر) إلى أن الأيام القادمة ستكشف عن ما إذا كان سقوط رئيس زيمبابوي، سيؤدي إلى جعل سلطة الرئيس زوما في جنوب إفريقيا على كف عفريت.