بقلم : الخضير قدوري 

 مشروع القرية النموذجية بجماعة سيدي لحسن وهي كغيرها من المشاريع الملكية في كثير من المدن والقرى المغربية ،التي باتت أحجار أساس بعضها عبارة عن معالم قبور لهذه المشاريع الدفينة التي ولدت ميتة واذكر على سبيل المثال لا الحصر مشروع هذه القرية النموذجية التي وضع حجر أساسها صاحب الجلالة 

غداة تدشينه لسد الحسن الثاني ” لغراس ” منذ أكثر من سبع عشرة سنة خلت ،هذه القرية النموذجية التي رصد لها غلاف مالي معتبر، ووعاء عقاري على ضفاف السد ألمدكور من عدة هكتارات ومئات بقع أرضية ، خصصت لاحتواء المتضررين من عملية نزع ملكيتهم
ومنذ سبع عشرة سنة الخالية مازال مشروع هذه القرية لم يخرج لحيز الوجود ،في انتظار زيارة تفقدية لصاحب الجلالة التي تقوده الى هذه المنطقة ،وإذا كان الشيء بالشيء يذكر لا شك في ان موضوع هذه القرية سيطرح من جديد بعد تدشين جلالته للمشروع الهيدرو فلاحي على سهل طافراطة ، والذي ستنتهي الأشغال فيه قبل متم السنة الجارية حسب الآجال المحددة بأربع سنين لانجازه، في حين مازال مشروع القرية النموذجية المذكورة حبرا على ورق وحلما لم يراوح مكانه في عالم الخيال منذ سبع عشرة سنة لم تبدأ الأشغال فيه الى يومنا هذا ،كنائم يغط في سبات عميق الى حدود الساعة ، حتى وان كان سيستيقظ من نومه اليوم قبل الغد الى ذلك الحين سيبقى حلما يداعب جفون جيل استهلك نصف حياته 

 

في انتظار آت قد يأتي او لا يأتي ،ولكن سيبقى السؤال المطروح الذي توضع دونه مئات علامة استفهام محيرة تستدعي ضرورة تكوين لجنة ملكية لتحديد المسئولية التقصيرية والوقوف على الأسباب التي من اجلها نوم هذا المشروع الملكي طوال سبع عشرة سنة ، إلا أن يكون نسيا منسيا او ملغى نهائيا من قاموس المشاريع المبرمجة التي طالها التقادم فأكل عليها الدهر وشرب .فمن يكون المسئول على هذا التأخير ،وأي الأسباب الداعية الى هذا التأجيل؟ وإلا أن تكون أيضا نوعا من التهاون والتقصير في أداء المهام او الاستهانة بالتعليمات السامية التي ولا شك ستتبعها غضبة عاتية تجر المسئولين الى المحاسبة العسيرة والمقصرين الى المحاكمة والعقاب بأثر رجعي على ما قدموه من مفاسد واقترفوه من جرائم في حق الوطن والمواطن ، اتمنى كما يتمنى المنتظرون ان تكون الغضبة الملكية أقسى من قاسية تردفها عاصفة باردة تفصل جذورا فاسدة عن أصول مفسدة وتحطم أبراجا متقادمة من أسس قديمة . رأيت هامات تتعالى في السماء قد آن الأوان لتتهاوى الى الأرض كأعجاز نخل خاوية وأجسادا تتطاول في كبرياء آن الأوان لتصلب فيأكل الطير منها ورؤوسا تترفع في الفضاء قد حق عليها القول لتقطع وعلى أسوار المدينة توضع كما رأيت أضراسا مسوسة وجب نزعها قبل ان توجع اتمناها غضبة تذهب بقوم لا ردهم الله فان هم ذهبوا سيأتي بآخرين ومازال المغرب ينجب رجالا ونساء قادرين وقادرات على تحمل المسئوليات والسير بركبهم في موكب الحضارات .
والى مشروع اخر