تاوريرت بريس :

احمد رشيد خطابي

 

أكد سفير صاحب الجلالة لدى مملكة البحرين، أحمد رشيد خطابي، أن مشروع إحداث “مدينة محمد السادس طنجة – تيك”، الذي ترأس جلالة الملك محمد السادس، أول أمس الاثنين بقصر مرشان بطنجة، حفل تقديمه، والتوقيع على بروتوكول الاتفاق المتعلق به، يجسد الإرادة المشتركة بين المغرب والصين للسير قدما بالشراكة الإستراتيجية نحو آفاق أرحب.
وقال السفير، في تصريح لوكالة أنباء البحرين (بنا)، نشرته اليوم الأربعاء، إن هذا المشروع الرائد يجسد هذه الإرادة المشتركة بين البلدين وذلك في إطار رؤية المملكة الهادفة إلى تنويع وتكثيف الشراكات مع القوى الاقتصادية فضلا عن شراكاتها المتقدمة الأخرى، وخاصة مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأوضح السفير أن الواجهة المتوسطية أضحت في قلب هذه الشراكات من خلال المشروع الكبير الذي سينجز بطنجة على مساحة 2000 هكتار، والذي سيحدث قطبا اقتصاديا يشمل صناعات متعددة ومتطورة كالطائرات والسيارات والإعلام الالكتروني، باستثمار إجمالي قيمته حوالي 10 ملايير دولار بعد 10 سنوات.
وأضاف أن المشروع سيوفر 100 ألف وظيفة 90 في المائة منها، على الأقل لفائدة السكان المحليين على أن تنجز تدريجيا المرحلة الأولى على 500 هكتار وتخصص لتجهيزات النقل والطاقات المتجددة والصناعات الغذائية، فيما تستهدف المرحلة الثانية إقامة منطقة لوجستية على 500 هكتار، والأخيرة على مساحة 1000 هكتار لبناء منطقة أعمال محفزة لاستقرار الشركات متعددة الجنسية. وأشار إلى أن المشروع الذي سيتوج بإنشاء مدينة ذكية تدمج البعد الإيكولوجي مع المجال العمراني والصناعي يكرس، بفضل العناية الملكية السامية، جاذبية طنجة المطلة على أوروبا وانفتاح هويتها الأصيلة وبعدها الكوني وحيوية نسيجها الاقتصادي لتصبح بامتياز مركزا للاستثمار والتصدير والإنتاج. وأوضح السيد خطابي أن إطلاق هذا المشروع المندمج يؤكد على الثقة التي يحظى بها الاقتصاد المغربي وقدراته التنافسية وعلى الانخراط الفاعل للجهات المغربية، ومنها جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، في تنفيذ الشراكة مع الصين التي “تربطنا بها علاقات راسخة وقوية”. وأبرز أن هذا المشروع من شأنه، كذلك، تعزيز دينامية مسار التنمية المستدامة بطنجة التي شهدت منذ بداية الألفية الجديدة إنجاز مشاريع ضخمة منها ميناء طنجة المتوسطي، وتوسيع شبكة الطرق السيارة، وخط القطار فائق السرعة، ومناطق صناعية ولوجستية. وأكد السفير أن هذا المشروع بقدر ما هو عامل جذب للمستثمر الصيني، فانه يعد دلالة واضحة على أن المغرب بعودته للاتحاد الإفريقي وطلب انضمامه للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا المكونة من 15 دولة، يسعى بخطى واثقة لتحقيق تقارب أعمق بين محيطه العربي وإفريقيا من جهة وأوروبا من جهة أخرى، وهو تقارب مطبوع بالتضامن الحقيقي، موجه نحو المستقبل وبحتمية الترابط البين- قاري والحاجة الملحة لإرساء أسس جوار إنساني، منسجم لكسب الرهانات التنموية والأمنية المشتركة.
وفي سياق هذه الرؤية الطموحة، يؤكد السيد خطابي، تبرز الأهمية الخاصة لمشروع الربط القاري عبر جبل طارق الذي يقف شاهدا على التفاعل الحضاري بين شعوب المنطقة عبر التاريخ.