تاوريرت بريس :

المغرب

 

اثبت المغرب في عدة مناسبات انه البلد الفخور بانتمائه و بمكانته داخل القارة الإفريقية و الذي يعمل بأقصى جهوده من اجل تنميتها و استقرارها من خلال مواجهة التحديات الأمنية الكبرى المرتبطة بالإرهاب والجريمة العابرة للحدود بالرغم من إشكالية التنسيق بين الدول من اجل بناء إستراتيجية موحدة متعددة الأبعاد لان الأمر لا يتوقف عند تدبير عودة المقاتلين في مراكز التوتر .
فهناك خطر يهدد القارة بسبب وجود الفراغات التي تسمح باستمرار للانفلاتات الأمنية. و هو ما يفرض اليوم و أكثر من أي زمن مضى مراقبة تراب العديد من الدول ومجالها الترابي للتمكن من مواجهة التهديدات الجديدة بناء على أداة دفاعية حقيقية مؤهلة لمواجهة التهديدات وذلك بتكاثف الجهود الدولية المشتركة لحماية امن دول الجنوب ودول الشمال .
فرغم توفر القارة الإفريقية على اتحاد لمقاومة التهديدات إلا انه لا يرقى إلى المستوى المطلوب نظرا لوجود بعض الدول التي تحتاج إلى بناء عدتها الدفاعية والأمنية وتوفير عتادها الملائم لمواجهة الجرائم والأخطار .
هذا إلى جانب غياب إستراتيجية تنخرط فيها كل الأطراف مع استمرار الهشاشات والفراغات التي تفسح المجال أمام الخطر الذي يهدد أمنها .
والمغرب يمكن أن يلعب دورا كبيرا في هدا الباب نظرا لتجربته وخبرته التي اكتسبها من تأطير قوته الأمنية و بناء مؤسسات لتكوين الأئمة . فبعد عودته للاتحاد الإفريقي أصبح من الممكن و كما كان دائما أن يضع رهن إشارة الدول الإفريقية خدماته المرتبطة بالتكوين والتأطير بتبادل المعلومات والخبرات وتنسيق العمل لبلورة إستراتيجية حقيقية تشتغل على المدى البعيد وتسد كل الفراغات التي تفسح المجال أمام التهديدات .