تاوريرت بريس :

الخضير قدوري

 

استنادا لما ورد في الخطاب الملكي الأخير من غيض غير مكظوم حول الفساد الإداري المستشري في الإدارة المغربية عموما ،وقد لمح جلالته الى تعليمات سامية سابقة في الموضوع ضلت مجرد حبر على ورق منذ 14 سنة ،كمن يريد بالقول اني لست غافلا وإنما أذكركم ان كنتم ناسين ،ولكنه تذكير يبدي في طياته غيضا من فيض، وما قد أعلنه في خطابه الأخير بالواضح والمرموز يكشف عن مخبئات صدره بالقول ” لن أتسامح ” وهي كلمة قد تعتبر زبد المقال وفصل الخطاب بالنسبة لأعداء وحدتنا الترابية ،وبالنسبة لمن سيعارضون عودة المغرب الى منظمة الوحدة الافريقية ،وبالنسبة للبوليزاريو الذي تمنى التربع على كرسي الغائب في منظمة الوحدة الافريقية ، وقد ان الأوان ليترك الكرسي للحاضر بعد الغياب فيغادر. ولا شك في ان المحللين السياسيين لا يقفون وقفة تأمل وتمعن في مدلول وأبعاد كلمة جلالته “لن أتسامح” وأما بالنسبة لحكومتنا المقبلة فان ما تعنيه هذه الكلمة مفهوم له مدلول أخر يحمل في طياته معان كثيرة
على ضوء ما ذكر فقد بلغ الى علمنا ان السيد عامل اقليم تاوريرت أبى إلا ان يكون سباقا الى ترجمة مضامين الخطابات الملكية ، بدءا بتسليطه الضوء على مكامن الظل وبعض البؤر الفاسدة في محيطه والعمل على تنظيف رصيف سكنه قبل تنظيف أرصفة مساكن جيرانه ولكن يبقى المنتظر بعد هذه الخلخلة ما سينجم عنها من إصلاحات، وما سيتبعها من محاسبات ،على مالك مما كسبت ،وماعليك مما اكتسبت .اما اذا ضل “فيتو” أصحاب العفو عما سلف ساريا مفعوله الى جانب ” لي ما عندو سيدو عند و لالاه ” في هذه الحالة قد لا نرى لدى عامل اقليمنا المحترم ،ولا لدى اي غيور في هذا الوطن العزيز من آليات وأدوات وأسلحة تعزز دخولهم في حرب غير متكافئة ،مع “لوبيات” متجدرة في أعماق الإدارة المغربية عامة ، ومن اللوبيات الاكثر شراسة تلك المندسة تحت بطانة المسئولين .لذلك يقال لمصارع الأفاعي ان لم تقطع رأس الحية فلا مجال من قطع ذيلها ، كما ان ثقافتنا العربية غنية بالأمثال والحكم كقولهم ” اذا مشيت فأسرع ،واذا تكلمت فاسمع ،واذا ضربت فأوجع ” كذلك يقتضي إصلاح القطعة الفاسدة في محرك الآلة بنزعها واستبدالها قبل العطب ،بمعنى وضعها في زبالة المتلاشيات .كما ان الضرس المسوس ان لم ينزع ستتأذى منه كل الأضراس، سواء استبدل بغيره او بقي مكانه فارغا الى حد ما قد لا يحدث وجعا ولا يشكل ضررا
قريبا وربما قد صدرت الأوامر الى كل الولاة والعمال الى تفعيل التعليمات السامية ،واتخاذ القرارات اللازمة في هذا الشأن ،وهي قرارات تعتبر بمثابة امتحان صعب للكفاءة ،واختبار أصعب للقدرة ، وبالتالي برهان صادق للنزاهة .ترى هل يكون السيد عامل اقليم تاوريرت بعمله هذا سباقا الى إحراز التفوق لتصبح عمالة اقليم تاوريرت نموذجا يحتذى بها في التغيير والإصلاح والتقدم والازدهار.؟ ذلك ما ننتظره وينتظره المواطنون ونتمناه ونرجوه من السيد العامل ومن كل المسئولين والإداريين عامة والله المعين