بقلم : الخضير قدوري

شباط و بنكيران

 

 

ذلك حسب ما تقتضيه عقيدة سيبويه التي لا شك متفقة إلى حد ما مع عقيدة حكومتنا الائتلافية المرقعة لا شك أن احد مكونات هذه الحكومة وهو صاحب مبدأ ” من أين لك هذا قد يختلف مع مكون الرئيسي صاحب مبدأ ” عفا الله عما سلف ” وهما ساكنان لا يلتقيان في هذه الحالة هل ستكون قاعدة سيبويه فاصلة في هذا الخلاف بحذفها ما سبق . ربما حسب ما يلوح  به هذا المكون المتشبث بمبدئه بطبيعة الحال باعتباره معيار حياته أو موته ومقياس قوته على سلم ريشتر السياسي .

إذا كانت مكونات هذه الحكومة تحس بهزات ارتدادية في محيط مواقعها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية فان دل ذلك على شئ إنما يدل على مؤشر يوحي بهزة عنيفة آتية لا محالة وستدمر كل الأعمدة والاركان وتسوي القواعد بالأساس وسوف لن تبقى لهذه الأحزاب علما ولا أثرا .

قد يبد من خلال قراءتنا للوضع الراهن إن الأمر أصبح لا يبشر باستمرار تعايش مثمر بقدر ما يدفع إلى صراع مواقع مدمر ذلك حينما يرى هذا المكون موقعه بين المكونات الأخرى لا معنى له وربما قد يقلل من أهميته كمكون عتيد ومحنك فإذا به يجد نفسه كعملة غير رائجة في هذا السوق

وإذا كان التغيير الذي يفضي إلى وضع المغرب في الرتبة اللائقة في مصاف الدول النامية يتطلب إصلاحات جذرية تبدأ بضرورة محاربة الفساد القائمة على مبدأ ” من أين لك هذا ” فان المكون الأخر قد أسس هو الأخر حملته الانتخابية على هذه الضرورة إلا انه لم يقمها على أي مبدأ ولما كتب عليه التحالف مع نظيره ذلك لم يجد بدا من العمل على كسب احد الطرفين وقد جنح إلى مبدأ العفو عما سلف من اجل كسب عطف المفسدين المطالبين بالجواب عن سؤال الطرف الأخر على أي حال سيبقى هذا الشعب لقمة بين فكي تماسيح وسيبقى الصراع قائما بين من يحاربون الفساد وبين من يحاربون من اجل الفساد ولكن سيبقى الفساد ما بقي كعاهرة يحاربها من ترفضه ويدافع عنها من تقبله وفي الثالي سيبقى المتحاربان ويبقى الفساد شاهد عيان كما سيقتتلا العاشقان وتبقى العشيقة تتعطر بدموع القاتل وتتزين بدماء القتيل وتدوس بأقدام قدرة رفاة الأتباع