بقلم : الخضير قدوري

998528_690369637644964_1412780182_n

 

شهدت مدينة جرادة في السنوات الأخيرة بفضل الزيارة الملكية  تحولا بينا على مستوى بنيتها التحتية وحركة مشهودة على مستوى أعمال النظافة وتزفيت الطرق وتبليط الأزقة التي كانت تغرق في أوحالها السوداء كل ذلك قد أضفى على المدينة نقلة نوعية وأسبل عليها حلة جمالية جعلتها تتقدم بخطوات متزنة في مجال تدبيرها الصائب للشأن المحلي .

     إلا أن الوضع الاجتماعي لساكنة هذه المدينة بعد إغلاق منجم الفحم الحجري يبقى مع الأسف قلما يرقى إلى مستوى طموحات الساكنة فيما يتعلق بمجال التشغيل الذي ينبغي أن يواكب تطور هذه المدينة وتقدمها العمراني ونموها الديموغرافي كتحدي أصبح يفرض على فعالياتها السياسية والاجتماعية والثقافية توجيه كل اهتماماتها نحو سبل جلب الاستثمار الذي من شانه أن يرفع من مستوى العيش الكريم لساكنتها ويضمن الاستقرار لشبابها المعطلين الذين يشكلون العالة على أوليائهم المتقاعدين والذين يعتمدون على التشغيل الذاتي في مجال حفر أبار ضيقة  في أعماق الأرض بواسطة الرفش والمعول والحبل والبكرة يعرضون حياتهم وسلامة أجسادهم لخطر موت محقق من اجل استخراج بعض أوزان من الفحم للاستعانة بثمن بيعها  على كسب الرغيف الملعون المعفر بالغبار الأسود والملطخ بالدماء ورائحة الموت alaan_1368305996

     وقليل منهم ألقى بهم الطالع  المشئوم على الشاطئ الأخر فهاجروا إلى اسبانيا حيث تتصادف هجرتهم مع الأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة التي اجتاحت وتجتاح هذه الدولة ثم انعكس أثارها بشكل حاد على جاليتنا المقيمة في اسبانيا بصفة خاصة واروبا بصفة عامة مراعة لكل هذه الانعكاسات السلبية علها تبعث في قلوب المسئولين الغيورين في هذه المدينة الروح الوطنية والإنسانية والشفقة من اجل السهر على إدماج هذه الطاقات الفاعلة في النسيج الاقتصادي للمدينة والعمل على استغلالها من اجل المساهمة في بناء مستقبلها في وطنها ومن ثم إشراكها في تنمية بلدها ولا نحسب المدبرين للشأن المحلي والعام عن هذا الأمر بغافلين كما نتمنى أن لا يكون بينهم ممطورا يحسب أن كلا مطر أو يرى كل من تحت أشعة الشمس بخير وكل من في ظل القمر بألف خير.

 129jerada1