تاوريرت بريس :

بيتررو غراسو

 

طنجة : قال رئيس مجلس الشيوخ الايطالي بيتررو غراسو، اليوم السبت بطنجة، ان رئاسة المغرب للقمة الثالثة لرؤساء البرلمانات والدورة الثانية عشرة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط ، تجدد التأكيد على “سعي المملكة الحثيث للمساهمة بجدية في بناء مستقبل مشترك للمنطقة الأورومتوسطية”.
واضاف غراسو، في كلمة له خلال جلسة افتتاح أشغال قمة رؤساء البرلمانات والجمعية البرلمانية للاتحاد من اجل المتوسط، أن المغرب يحرص من خلال استضافة هذين الحدثين البرلمانيين الدوليين والاقليميين البارزين الى المساهمة بشكل نوعي في بناء مستقبل مشترك للمنطقة الأورومتوسطية، يقوم على صرح تراث ثقافي مشترك وعريق ويتبنى قيم السلام والمبادئ الخلاقة.
وفي هذا السياق، اعتبر رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي بأن الظواهر والتحديات التي تواجه المنطقة، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية الحادة وتدفق اللاجئين وتنامي الإرهاب وحماية البيئة، تتطلب بشكل حتمي وعلى وجه السرعة تبني مقاربات جديدة تتأسس على الالتزام المشترك، لبناء منطقة آمنة وتوفير أسباب الازدهار والرفاه لشعوب المنطقة.
وأضاف ان “هذه اللحظة التاريخية تبقى استثنائية ،حيث نشهد ظواهر مقلقة ونزاعات صادمة ومواجهات مسلحة في بعض البلدان، وتهاوي الآليات المؤسساتية والسياسية وفقدان قوة ونجاعة التحالفات السياسية الدولية والتصدعات السياسية والاختلافات الدينية والازمات الاقتصادية في كثير من مناطق المعمور ، وهو ما يهدد استقرار العالم ويقوض مستقبل المجتمعات ” ، مبرزا أهمية وضرورة عدم الوقوع في خطأ تهويل الأخطار والتحديات واعتبارها حتمية وبالتالي الانغلاق على النفس.
واعتبر المسؤول الايطالي ان المنطقة الاورومتوسطية لها تاريخ مشترك وروابط جغرافية وجيوسياسية متعددة ،كما لها مصير مشترك، وهي قواعد مهمة ورمزية تبقى في صالح الجميع ، مؤكدا على ضرورة تشبيك الجهود والانطلاق من المؤهلات المشتركة لتعزيز الثقة في الحاضر والمستقبل وتصريف الالتزامات المشتركة.
وأكد رئيس مجلس الشيوخ الايطالي أن الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، مدعوة اكثر من أي وقت مضى الى تكريس قيم التضامن وتوفير آليات عملية للتعاون واتخاذ إجراءات ومشاريع ملموسة، كفيلة بالمساعدة على تحقيق ما تصبو اليه شعوب المنطقة من تقدم وازدهار وتنمية وسلام وأمن ورخاء ورفاهية واستقرار .
وأشار إلى أن دورة الجمعية بطنجة هي لحظة تاريخية ومنصة للدعوة إلى التحلي بالمسؤولية والروح البناءة، وجعل أمر التجاوب مع انتظارات شعوب المنطقة في صلب الأولويات.
وأعرب السيد بيترو غراسو عن اقتناعه التام بأن التعاون البرلماني يمكن أن يكون أداة مثمرة لتدبير الاختلاف وتوحيد الآراء واصدار القرارات المنصفة وبلورة المبادرات التي يمكن ان تقدم قيمة مضافة للمشاريع الهادفة الى ضمان التنمية المستدامة والعيش الكريم لساكنة المنطقة.
واعتبر ان حوض البحر الأبيض المتوسط في حاجة ماسة الى الحوار خاصة على مستوى المؤسسات البرلمانية التي تمثل شعوب المنطقة، مشيرا إلى أن التصالح مع الذات والقدرة على استشراف المستقبل بروح متفائلة وتوفير أسس التقارب يمكن أن تساعد في التغلب على الانانيات السياسية بالمنطقة وتطوير العمل بواقعية أكثر.
وقال رئيس مجلس الشيوخ الايطالي انه لن يتسنى مواجهة الفوضى والصراعات والمواجهات وحالة الاستقرار التي يعيش على ايقاعها العديد من دول العالم الا بالوحدة والعمل المشترك والتعاون والالتزام الجماعي والمساهمة الجادة وعدم تسويف المشاكل ،مبرزا ان المنطقة الاورومتوسطية لديها من المقومات التي تساعدها على مواجهة كل انواع التحديات ،بما في ذلك الروابط الجغرافية والتاريخية والجيوسياسية والمصير المشترك .
ورأى ان القمة البرلمانية التي تحتضنها طنجة والتعاون بين برلمانات المنطقة تعد منصة مثمرة لتبادل الآراء وإنتاج القرارات الصائبة وإبداع الحلول ،وهي ايضا (قمة طنجة) منعطف حاسم لبلورة الاعمال الملموسة وعرض الافكار البناءة وايجاد الحلول لمختلف القضايا والاشكالات التي تستأثر باهتمام المجتمع الدولي وشعوب المنطقة التواقة الى الاستقرار والأمن والتنمية الشاملة والمستدامة والبيئة السليمة والعيش الكريم .
ماب