تاوريرت بريس :

تجريدة مغربية

 

تم أمس الثلاثاء في دويكوي (484 كلم عن أبيدجان)، تنظيم حفل تسليم ميدالية الأمم المتحدة لعناصر القبعات الزرق المغاربة التابعين للتجريدة ال23 للقوات المسلحة الملكية المنتشرة في هذا البلد.
ويأتي هذا التوشيح كامتنان للجهود ونكران الذات والتفاني و”المساهمة الملموسة” للقبعات الزرق المغاربة المنتشرين في إطار بعثة الأمم المتحدة في كوت ديفوار، من أجل حفظ وإشاعة السلام في هذا البلد.وتميز هذا الحفل الذي نظم بعد أيام قليلة من احتفاء التجريدة المغربية ال23 بالذكرى الستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية، بحضور الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لكوت ديفوار، ورئيسة بعثة الأمم المتحدة بهذا البلد، السيد عيشاتو مينداودو، وضباط سامين من القوة الأممية، وكذا العديد من الشخصيات المدنية والعسكرية.وفي كلمة بالمناسبة، أعربت السيد عيشاتو مينداودو عن ارتياحها لجودة الخدمات التي قدمتها التجريدة المغربية،وكذا لتشبث المملكة المغربية بعودة السلم لكوت ديفوار.وقالت إنه “منذ سنة 2004، نفذت التجريدات المغربية التي تعاقبت على مستوى بعثة الأمم المتحدة بكوت ديفوار، وعلى الدوام، بفعالية واحترافية وتفان، المهام التي أوكلت لها في خدمة السلم والأمن والمصالحة الوطنية بكوت ديفوار”.وتوجهت بالحديث لعناصر التجريدة المغربية بالقول “إنكم تشتغلون في منطقة حساسة غرب كوت ديفوار، المنطقة التي تعرف في بعض الأحيان حوادث أليمة، وعلى الرغم من هذا السياق المعقد والصعب، أبنتم على الدوام عن انخراط موصول في الحفاظ على المكتسبات في مجال الأمن، وحماية الساكنة، والدعم الإنساني، وإشاعة القيم الإنسانية”.وأكدت المسؤولة الأممية أن أداء التجريدة المغربية حظي بتقدير بالغ سواء من طرف الساكنة الإيفوارية أو المسؤوليين التراتبيين العسكريين، مشيرة إلى أن حفل تسليم الميداليات هذا هو أرقى حدث بالنسبة للطاقم العسكري العامل في البعثات الأممية.ووجهت السيدة مينداودو بالمناسبة، وباسم أسرة الأمم المتحدة برمتها، تنويها مستحقا للجنود المغاربة ولجميع القبعات الزرق الذين ضحوا بحياتهم خلال عمليات حفظ السلم.من جهته، أعرب الكولونيل ماجور، محمد بونكاب، قائد التجريدة الـ23 للقبعات الزرق المغربية بكوت ديفوار، عن اعتزازه بهذا الحفل المخصص لتسليم الميدالية التذكارية للأمم المتحدة، والذي يشكل لحظة ستظل موشومة في مسار كل عسكري بالتجريدة المغربية.وتابع أن “حمل هذه الميدالية يستدعي كل أسباب الفخر بالمثل والقيم الكونية للسلام والتسامح التي تنشرها”، مشيرا إلى أن هذا الحدث المرموق يشكل اعترافا من الأمم المتحدة بتفاني الجندي المغربي في خدمة السلام.وأعرب بهذه المناسبة عن التقدير الخاص لعناصر التجريدة المغربية ال23، من أجل الدقة والانضباط والتنفاني والاحترافية التي أبانوا عنها في سبيل تعزيز حفظ السلم وذلك تماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.وأبرز الكولونيل ماجور، محمد بونكاب، أنه وعلى غرار سابقاتها، فإن التجريدة ال23 انخرطت بشكل كامل في القيام بمسؤولياتها العملياتية والإنسانية في مناطق انتشارها ، وذلك منذ وصولها للميدان في دجنبر الماضي.وأضاف أن التجريدة المغربية التي ضافرت جهودها مع المكونات العسكرية والمدنية والإنسانية لبعثة الأمم المتحدة بكوت ديفوار من أجل إشاعة السلام والاستقرار، انتشرت على العديد من الجبهات سواء على الحدود الإيفوارية، أو على مستوى النقط الاستراتيجية في منطقة اختصاصها لتعزيز أمن الساكنة في وضعية هشاشة، وتقديم المساعدة والحماية الضرورتين لها.واستعرض قائد التجريدة المغربية المهام التي أوكلت لها، ولاسيما تأمين التظاهرات من قبيل لقاء غيغلو بين رئيسي دولتي كوت ديفوار وليبيريا، ومواكبة قوافل اللاجئين ، وتنظيم الدوريات، وكذا المبادرات المدنية – العسكرية التي تتمحور حول الدعم اللوجستي للسكان المحليين ( توزيع الماء الصالح للشرب، والأدوات المدرسية، والإشراف على عمليات بناء الأقسام الدراسية… الخ).وأعرب الكولونيل ماجور، محمد بونكاب، من جهة أخرى، عن الأمل في أن تتمكن كوت ديفوار، هذا البلد الشقيق والصديق، الذي يمتلك مؤهلات معتبرة، في استرجاع الاستقرار والرخاء اللذين طالما ميزا تاريخه.