تاوريرت بريس/مراسلة

DSC_0342

 

حظي إقليم فكيك المترامي الاطراف والذي يحتوي على %70 من مجموع مساحة تراب جهة الشرق بزيارة ميدانية قام بها السيد عبد النبي بعوي، رئيس مجلس الجهة، رفقة وفد يتكون من نوابه السيدين محمد مرابط والطيب المصباحي والسيدة فتيحة الطيبي ورئيسة لجنة الفلاحة بالمجلس السيدة زوليخة لبيض وذلك على يومين متتابعين، السبت 9 أبريل والأحد 10 أبريل 2016. وقد شملت هذه الزيارة ثماني جماعات ترابية هي: تندرارة، بني كيل ، بوعرفة، عبو لكحل، فجيج ، عين الشعير، بوعنان وعين الشواطر.

وتدخل هذه الزيارة الميدانية في إطار الاهتمام الخاص الذي يوليه مكتب مجلس جهة الشرق في شخص رئيسه بالمناطق المتواجدة على الشريط الحدودي قصد الوقوف عن قرب على واقعها المعاش والاستماع لمشاكل ساكنتها واقتراحاتهم، وهي بالمناسبة، المحطة الثالثة من الزيارات الميدانية لجماعات الشريط الحدودي بعد محطتين بشمال تراب الجهة.

وككل اللقاءات التواصلية التي يقوم بها السيد عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق مع الساكنة الحدودية، فإن ساكنة جماعات إقليم فجيج قد عبرت وبصدق عن فرحتها لهذه الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس جهة منذ إحداث نظام الجهات بالمغرب وعبرت في بساطة وعفوية عن احترامها وتقديرها للسيد الرئيس لإشراكه كافة الفئات المكونة لهذه الجماعات المنسية والمهمشة رأيها والاستماع لهمومها وتطلعاتها ولم يفتها شكره لكونه ابنا بارا لها.

وقد كان من بين الحضور الذي حج لهذه اللقاءات التي عقدها رئيس مجلس جهة الشرق والوفد المرافق، في الثماني جماعات الحدودية، المنتخبون والمواطنون العاديون ونشطاء المجتمع المدني والفاعلين الاقتصادين من تجار وفلاحين ومن مختلف الفئات العمرية شباب وكهول ورجال ونساء. وكانت فرصة سانحة للساكنة من أجل بسط جل المشاكل التي يعانون منها في كافة المجالات الحياتية.

ففي مجال الصحة، نبهوا إلى انعدام الموارد البشرية والتدهور الحاصل على مستوى الخدمات الصحية بالإقليم، وغياب سيارات الإسعاف في بعض المناطق مع الافتقار التام إلى مستوصفات ببعض الدواوير.
أما في الجانب التعليمي، فقد أشار السكان إلى ضرورة إنشاء مؤسسات للتعليم الإعدادي والثانوي ببعض الجماعات، وإصلاح بعض المدارس والداخليات والتي توجد في حالة متردية وتعميم الاستفادة من برنامج ” تسيير ” على بعض الجماعات التي حرمت منه، وتوفير النقل المدرسي وإحداث مراكز للتكوين المهني ذات التخصص في المجال الفلاحي وتربية الماشية وقطاع المعادن.

وعن جانب السكن طالبت ساكنة بعض الجماعات المهددة بخطر الفيضانات بإحداث تجزئات سكنية، ولم تمر الفرصة دون أن يعبروا عن استيائهم من حالة بعض الطرق والمسالك والتي وصفوها بالمزرية والناقصة التجهيز، وناشدوا رئيس الجهة إصلاح وتجهيز هاته الطرق، هذا بالإضافة إلى توسيع الطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين وجدة وفجيج، وإحداث أسواق بجنباتها وإصلاح بعض القناطر ومشاريع موازية للمنشآت الطرقية. ولعل من الخدمات الاجتماعية الأخرى التي ألح عليها السكان أثناء هذه اللقاءات التواصلية إحداث نقط للماء وتعميم شبكة هذه المادة الأساسية على بعض الدواوير، التي يعاني قاطنوها معاناة حقيقية مع قلة المياه الشروب.

وفيما يخص خلق الأنشطة الاقتصادية المدرة للدخل، فقد طالبت الساكنة بدعم التعاونيات وخلق سلاسل للإنتاج ك ” الكمون” مثلا بمنطقة عين الشعير، وتنمية الزراعات والخضروات عبر تأهيل العنصر البشري وتحسين البنية التحتية للسقي، وتشجيع المنتوجات التقليدية والبحث عن طرق جديدة لتسويقها، هذا دون إغفال الجانب السياحي حيث دعوا إلى تأهيل القطاع عبر خلق منتوج سياحي محلي مندمج وترميم الواحات والقصور ذات الحمولة الحضارية والعمرانية الكبيرة.

وفي رده على تساؤلات وانشغالات ساكنة الجماعات الحدودية لإقليم فجيج، فقد ذكر السيد عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق، بالعناية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والتي تحظى بها المناطق الحدودية وعبر عن انخراطه مع مطالبهم المشروعة والمقبولة حيث وعد السيد الرئيس، بدعم التعاونيات الحاملة للمشاريع التنموية نظرا لأهمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كمصدر للثروة ومدر للدخل وموفر لمناصب الشغل.

أما في ما يخص تكوين الشباب، فقد التزم رئيس مجلس الجهة بالبحث عن سبل إعادة فتح مركز التدريب الفلاحي المغلق ببني كيل، لتمكين شباب المنطقة من تكوين يضمن لهم الولوج لسوق الشغل بكفاءة ومهنية، خاصة وأن المنطقة تعتمد في أنشطتها الاقتصادية على قطاعي الفلاحة وتربية الماشية.
أما في ما يتعلق بفك العزلة فقد أكد السيد رئيس مجلس جهة الشرق على العناية التي يوليها مجلس الجهة لتوسيع الطرقات وفتح مسالك جديدة، حيث تمت برمجة العديد منها في إطار اتفاقيات شراكة ستربط بين مجلس جهة الشرق والجماعات الحدودية، مشيرا إلى أن مشروع توسيع الطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين وجدة وفجيج ، سيرى النور في غضون الشهور القليلة المقبلة، مضيفا بأن توسعتها ستنطلق من المقطع الرابط بين فجيج وبوعرفة .
إن إقليم فكيك يستأثر باهتمام مجلس جهة الشرق ولا يخلو أي اجتماع لمكتب مجلس الجهة من التأكيد على ضرورة النهوض به، يقول السيد الرئيس، مضيفا بأنه تقرر خلال آخر اجتماع للمكتب، إحداث 45 نقطة ماء بالإقليم وهي أعلى حصة سيستفيد منها إقليم فكيك نظرا لمساحته الشاسعة.
وحتى يستفيد شباب المنطقة ومقاولاتها من المشاريع التي سيتم إنجازها في هذه الجماعات، أكد رئيس جهة الشرق على أن الأولوية ستعطى لأبناء المنطقة، بل أكثر من ذلك شدد على أنه سيتم إجبار المقاولات النائلة للصفقات عبر كناش التحملات، باستعمال المواد الأولية للمنطقة، ضاربا المثل ب ” حجر منطقة إيش” ذات الجودة العالية والذي يتأقلم مع جميع المؤثرات الطبيعية.
وفيما يخص قطاع الصحة، التزم عبد النبي بعوي بتوفير سيارات الإسعاف لبعض الجماعات التي طالبت بها وبتوفير التجهيزات الطبية للمراكز الصحية التي تفتقر إليها، مشددا على أن موضوع نقص الموارد البشرية في قطاع الصحة والذي تعاني منه جل هذه الجماعات، سيتم تدارسه مع ممثلي الوزارة الوصية على مستوى الجهة.
ولأن إنجاز الخدمات الأساسية للساكنة كإنشاء الطرق وتزويد الجماعات بالكهرباء والماء الصالح للشرب هي الركيزة لتحقيق أي تنمية اقتصادية أو اجتماعية، فقد أكد السيد رئيس مجلس الجهة لمواطني هذه الجماعات الحدودية قرب البدء في تنفيذها في الاشهر القليلة المقبلة، مع إيلاء العناية لقطاع التعليم بتوفير النقل المدرسي وتأهيل بعض الداخليات وتشييد بعض المدارس الجماعاتية والتفكير في حصر عدد التلاميذ قصد إنشاء نواة إعدادية ببعض الجماعات.
ولم يفت السيد عبد النبي بعوي دعوة جميع الفعاليات الجمعوية والتعاونيات إلى حضور فعاليات اللقاء الجهوي للإقتصاد التضامني والاجتماعي، المزمع تنظيمه يوم 4 ماي المقبل بمدينة جرادة، وكذا اللقاء الجهوي حول نفس الموضوع المزمع تنظيمه بمقر مجلس جهة الشرق يوم 13 ماي المقبل، وذلك من أجل المشاركة والحصول على الإجابة عن جميع التساؤلات والإشكاليات المتعلقة بتمويل وخلق الأنشطة الإقتصادية المنتجة للثروة والموفرة لفرص الشغل.
وقد اختتمت كل اللقاءات التواصلية في الثماني جماعات الترابية، برفع أكف الذراعة لله بالدعاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بحفظه هو وباقي العائلة الملكية الشريفة.