أمريكا تتخوف من اختراق الصين "قلعتها في المغربِ"

فِي الوقت الذِي يسعى فيه المغرب جاهدًا إلى تنويعِ شركائه الاستراتيجيِّين، توقًا إلى شحذِ دعمٍ أكبر لقضيته الأولَى، وقطفِ ثمار اقتصاديَّة، تجلبَ لهُ الاستثمارات، يضعُ شركاؤهُ أيديهم على قلوبهم، متَى ما وجهَ بوصلته نحو وجهةٍ جديدةٍ، أوْ تمَّ توجيهها إليه، خشيةَ أنْ تنال التحالفاتُ الحديثة من مصالحهم. آخر توجس من توجه المغرب والصين نحو تمتين علاقاتهما، عبرتْ عنهُ صحيفة “وورْد” تريبُون” الأمريكيَّة.

“وورد تريبُون” اعتبرتْ دعوة الرئيس الصيني، شي جينبينغ، الملك محمد السادس، إلى زيارة الجمهوريَّة الشعبية، وترحيب العاهل المغربِي، مدخلًا للبلدين إلى تحالفً استراتيجي، وحملة صينيَّة جديدة تستهدفُ حلفاء الولايات المتحدة في شمال إفريقيا، بعدما استطاعت أنْ تخترقَ القلاع الأمريكيَّة في الشرق الأوسط.

دخول الصين بقوة إلى المغرب، اعتبره المنبر الأمريكي حلقةً في سلسلة دفعِ الصين قدمًا بعلاقاتها الثنائيَّة مع دول كمصر وإسرائيل والأردن، والكويت والإمارات العربيَّة المتحدة، وكذَا الدولة الأقوَى فِي الخليج العربِي، السعوديَّة، التِي بلغَ غضبهَا مبلغًا كبيرًا على إثر التقاربِ الأمرِيكي الإيرانِي، بعد إبرام اتفاقٍ بشأن الاتفاق النووِي، حتَّى أنَّ الأمير الثرِي، الولِيد بن طلال، ألمحَ إلى إمكان التعاونِ مع إسرائيل في سبيل تقويض إيران، كما سيقت أنباء عن إلغاء تأشيرة رجل الاستخبارات السعودِي، بندر بن سلطان، إلى الولايات المتحدة.

الصحيفة ذاتها، زادتْ أنَّه بالرغم من عدم الإعلان عن موعد القمة المرتقبة بين بكين والرباط حتى اللحظة، إلَّا أنَّ اللقاء الذِي جمعَ العاهل المغربِي بوزير الشؤون الخارجية الصيني، وانغ يي، سيشرعُ الباب أكثر أمام الحضور المقاولاتي الصيني بالمملكة، سيما أنَّ هناك 20 شركةً صينيَّة سلفًا، حققتْ رقمًا مهمًا في 2012 بلغَ 300 مليون أورُو.

وممَا زادَ تخوف الصحيفة الأمريكيَّة من تمتين العلاقات المغربيَّة الصينيَّة على حساب المصالح الأمريكيَّة، كون العلاقاتِ بين المغرب والعام سام عرفتْ فتورًا على عهد الرئيس، باراك أوبامَا، الذِي مالَ نحو الجزائر، وفقَ ما أوردته، بصورةٍ تضعفُ موقفَ المغرب من نزاع الصحراء، سيمَا أنَّ أبريل الماضِي عرفَ تقديم مقترحٍ أمريكِي إلى مجلس الأمن، يرمِي إلى توسيع مهام بعثة المينورسُو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الاقاليم الجنوبيَّة.

التوجس الأمريكي، يأتِي فيما يرى مراقبون أنَّ السياسة الأمريكية حيال العالم العربِي، عرفت تحولاتٍ جوهريَّة، بعد “الربيع العربِي”، وأضحَت أكثر نزوعًا إلى المهادنة، فتم الشطبُ على الخيار العسكرِي مع نظام دمشق، وجرى خطب ودِّ إيران، وإنْ كان ذلك على حساب الأصدقاء الخليجيِّين. الأمر الذِي قوَّى الروس والصينيين، وجعلَ دولًا عربيَّة كثيرة تبحث عن أرقام صعبة أخرى في معادلات المنطقة.