تاوريرت بريس :

بلغت حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم جرسيف، منذ سنة 2005، ما مجموعه 1315 مشروعا وعملية تم إنجازها بكلفة إجمالية فاقت 788 مليون درهما، ساهمت فيها المبادرة الوطنية بأكثر من 507 مليون درهم.

جاء ذلك خلال لقاء تواصلي نظمته عمالة إقليم جرسيف، بمناسبة تخليد الذكرى الـ20 لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وترأسه عامل الإقليم عبد السلام الحتاش، بحضور، على الخصوص، رؤساء اللجن المحلية للتنمية البشرية، ومنتخبين، ورؤساء مصالح لاممركزة، وممثلي فعاليات المجتمع المدني، بالإضافة إلى شخصيات أخرى مدنية وعسكرية.

وفي كلمة بالمناسبة، ذكر عامل الإقليم بأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية انتقلت وفق التوجيهات الملكية السامية، من مقاربة تعتمد على سد الخصاص في البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية وتطويق أشكال الفقر والهشاشة، خلال مرحلتيها الأولى والثانية، إلى استراتيجية متكاملة تضع الأنسان في صلب اهتماماتها خلال المرحلة الثالثة، وذلك عبر النهوض بالرأسمال البشري والعناية بالأجيال الصاعدة، والاهتمام بالفرد في جميع محطات مساره الحياتي.

وأبرز السيد الحتاش، أن المبادرة الوطنية باعتبارها ورشا ملكيا مهيكلا، مكنت من تحقيق نقلة نوعية في مجال التنمية الاجتماعية، بفضل مقاربة تضع الإنسان في صلب الاهتمام، وترتكز على الحكامة الجيدة، والالتقائية، والاستهداف الناجع للفئات الهشة والمجالات ذات الخصاص.

وأشار المسؤول الترابي إلى أن المشاريع المنجزة على مدى 20 سنة، والتي استفاد منها أكثر من 150 ألف شخص، شكلت رافعة أساسية لتحسين مؤشرات التنمية البشرية بالإقليم، من خلال تدخلات همت مجالات الصحة، والتعليم، والتجهيزات الأساسية، وكذا النهوض بالرأسمال البشري.

من جهته استعرض رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم جرسيف، الحسن قارا، مختلف المشاريع والمنجزات التي تحققت منذ انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مبرزا أن المرحلتين الأولى والثانية (2005-2018) عرفتا إنجاز 655 مشروعا وعملية بكلفة مالية تجاوزت 567,4 مليون درهما، ساهمت فيه المبادرة بـ 311,96 مليون درهم.

وأكد في هذا الإطار، أنه تم تنفيذ 190 مشروعا في إطار برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي، بغلاف مالي يفوق 70,6 مليون درهم، و168 مشروعا وعملية ضمن برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري بكلفة قدرت بـ 71,78 مليون درهم، فيما شمل البرنامج الأفقي إنجاز 239 مشروعا وعملية بغلاف مالي تجاوز 108,5 مليون درهم (أكثر من 65,2 مليون درهم منها مساهمة من المبادرة الوطنية).

وشملت التدخلات أيضا برنامج محاربة الهشاشة من خلال إنجاز 29 مشروعا كلفت أكثر من 30,6 مليون درهم، إلى جانب 18 مشروعا في إطار برنامج التأهيل الترابي بغلاف مالي فاق 271 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة بحوالي 105 مليون درهم، بالإضافة إلى تنفيذ 11 مشروعا ضمن برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بتمويل كامل من المبادرة التي خصصت له مبلغ 14,75 مليون درهم.

وأضاف أن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019-2025)، شهدت إنجاز 660 مشروعا وعملية موزعة على مختلف البرامج، بكلفة مالية إجمالية بلغت 220,9 مليون درهم (195,8 مليون درهم منها مساهمة من المبادرة)، والموزعة على مجالات تدخل متعددة تعكس تنوع الأهداف الاجتماعية والاقتصادية للمبادرة.

وأشار إلى أن برنامج تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا، عرف تنفيذ 33 مشروعا بكلفة إجمالية تقدر بـ35,87 مليون درهم، استفاد منها 23.160 شخصا، عبر تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية، للمساهمة في تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية.

أما برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، فقد عرف إنجاز 81 مشروعا وعملية بغلاف مالي تجاوز 33,6 مليون درهم، استفاد منها 3.290 مستفيدا، بينما شمل برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب إنجاز 294 مشروعا بكلفة إجمالية بلغت 42,6 مليون درهم، استفاد منها 1.850 شابا وشابة.

وأضاف أن برنامج الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة احتل بدوره موقعا بارزا ضمن هذه المرحلة، إذ تم خلاله إنجاز 252 مشروعا بكلفة إجمالية تجاوزت 108,8 مليون درهم، لفائدة 73.500 مستفيد.

وتميز اللقاء، أيضا، بتقديم عرض يوثق لمسار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى الإقليم، وتقديم شهادات حية لعدد من المستفيدين من دعم مشاريعهم، عكست الأثر المباشر للمبادرة في تحسين ظروف عيشهم، وتعزيز قدراتهم الاقتصادية والاجتماعية.

وبالمناسبة ذاتها، قام عامل الإقليم بزيارة لمعرض المشاريع المدعمة من طرف المبادرة الوطنية، والذي ضم 32 رواقا لتعاونيات ومقاولات ناشئة، كما أشرف على توزيع جوائز على الفائزين في الدوري الإقليمي الخاص بتلاميذ دور الطالب والطالبة، المنظم من طرف جمعية فنون للتنمية الاجتماعية بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

متابعة