تاوريرت بريس :

 انعقد، اليوم الجمعة بفجيج، لقاء تشاوري موسع، خُصص لإعداد الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، وذلك بمشاركة مختلف الفاعلين المحليين بالإقليم.

ويندرج هذا اللقاء، الذي ترأسه عامل إقليم فجيج، نور الدين أوعبو، بحضور مسؤولي المصالح الخارجية اللاممركزة، ومنتخبين، وسلطات محلية، وفاعلين أكاديميين واقتصاديين، وكذا ممثلي النسيج الجمعوي والتعاوني، في إطار تنزيل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الداعية إلى إطلاق جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، تضع المواطن في صلب مسلسل التنمية.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد أوعبو، أن هذا اللقاء يأتي تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لاسيما تلك الواردة في خطابي العرش ليوم 29 يوليوز الماضي، وافتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، الداعيين إلى إعداد جيل جديد من برامج التنمية المجالية المندمجة، والمرتكزة على تعزيز الخصوصيات المحلية، وترسيخ الجهوية المتقدمة، وإقامة علاقة تكامل وتضامن بين مختلف الكيانات الترابية؛ بما يضمن وصول ثمار التنمية، بشكل عادل، لجميع المواطنين.

وأبرز أن هذا الورش الملكي التاريخي، لا يعد مجرد استجابة لظرفية معينة أو علاجا لمظاهر الخلل التنموي، بل هو تتويج لإرادة ملكية سامية انطلقت منذ سنه 1999 لبناء مغرب قوي ومتضامن يعزز ما تم من جهود تنموية وإصلاحات شاملة همت جميع ربوع المملكة.

وأشار عامل الإقليم إلى أن التوجيهات الملكية السامية، تشكل خارطة الطريق التي يجب العمل بها جميعا في إطار تعبئة شاملة ومكثفة، لترجمة برامج التنمية المندمجة التي تهدف إلى تعزيز التشغيل من خلال الاستثمار الأفضل والأمثل للإمكانات الاقتصادية المحلية ودعم ريادة الأعمال وخلق فرص الشغل.

وأضاف أن الأهداف المتوخاة تكمن أيضا في تحسين الخدمات الاجتماعية خاصة في مجالي الصحة والتعليم لضمان العدالة في توزيع الخدمات وتقليص الفوارق المجالية، وكذا في إدارة مستدامة للموارد المائية في ظل التحديات المناخية وتوفير الأمن المائي للأجيال القادمة، ثم التأهيل الترابي المندمج للمشاريع الكبرى المهيكلة وفق مقاربة شاملة تروم تقليص الفوارق ما بين المجالات.

ومن أجل تفعيل هذه الأهداف على أرض الواقع، دعا المسؤول الترابي إلى المشاركة الفعالة من خلال التشاور وتقديم المقترحات تماشيا مع روح المشاركة الجماعية الواسعة، وفتح المجال أمام المواطنين ليكونوا شركاء أساسيين في برامج التنمية المجالية.

وخلال هذا اللقاء، قدم الكاتب العام لعمالة إقليم فجيج، يوسف أيت الصغير، عرضا مفصلا سلط خلاله الضوء على مؤشرات التنمية البشرية والاجتماعية بالإقليم، ومؤهلاته، وكذا خصوصيته. كما استعرض حصيلة الاستثمارات العمومية بالإقليم للفترة 2015 – 2023، ثم تحديات التنمية، وكذا مسلسل إعداد مخطط التنمية المندمج، والذي ترتكز أولوياته على المقاربة المندمجة والتشاركية، والحكامة المؤسساتية، ثم الاشراك الفعلي للمواطن، وكذا التواصل.

وقد شكل اللقاء، مناسبة لفتح نقاش غني وبناء، مكن مختلف المتدخلين، خاصة ممثلي المجتمع المدني والنسيج التعاوني، من تسليط الضوء على التحديات والإكراهات، وكذا الحلول الكفيلة بتعزيز التنمية الترابية على مستوى الإقليم.

وتطرق المشاركون، من خلال مداخلاتهم، بالأساس، إلى مختلف المواضيع التي تهم تعزيز التشغيل، والتعليم، والصحة، والبنيات التحتية، والولوج إلى الماء الصالح للشرب، والربط الطرقي، والنقل المدرسي، وتثمين المؤهلات الفلاحية التي يزخر بها الإقليم.

وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد مشاركون في هذا اللقاء، من بينهم شباب ونساء وممثلون عن النسيج الجمعوي والتعاوني، أن هذا الجيل الجديد من البرامج يشكل فرصة لتعزيز التنمية على مستوى الإقليم.

واعتبروا هذا اللقاء فرصة بالنسبة لهم للمساهمة بفعالية، من خلال مقترحات بناءة، في إعداد برنامج تنمية ترابية مندمج يستجيب للحاجيات الحقيقية للساكنة.