تاوريرت بريس :

 انعقد اليوم الثلاثاء ببركان، لقاء تشاوري موسع، لإطلاق عملية إعداد جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة على مستوى الإقليم.

وشكل هذا اللقاء، الذي ترأسه عامل إقليم بركان، حميد اشنوري، مناسبة لتسليط الضوء على خصوصية هذه البرامج التي سيتم إعدادها محليا في إطار التشاور والحوار بين جميع الفاعلين المعنيين (الساكنة، المنتخبون، الإدارات والمجتمع المدني).

كما تم التأكيد على أهمية هذا اللقاء التشاوري الذي يمثل الخطوة الأولى في إعداد برنامج تنمية ترابية مندمجة على مستوى إقليم بركان، من خلال إجراء تشخيص ترابي معمق لحاجيات السكان وبلورة مشاريع تنموية مندمجة تُسهم في تقليص الفوارق المجالية، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وفقا للتوجيهات الملكية السامية.

وفي كلمته بالمناسبة، أبرز السيد اشنوري، أن هذا اللقاء يندرج في إطار تفعيل التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطابي صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، وافتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، والداعية إلى إطلاق جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، بهدف تحديد الأولويات المحلية للسنوات المقبلة، مع مراعاة الخصوصيات المحلية.

وأضاف أن هذا اللقاء، يمثل خطوة أولى في مسار يهدف إلى وضع تشخيص ترابي دقيق وموثوق يعكس حاجيات السكان، وفق مقاربة تشاركية ومتطورة ومبتكرة ومنفتحة على الحوار والإصغاء الفعّال، من أجل صياغة مشاريع تنموية واقعية وقابلة للتنفيذ وتستجيب لانتظارات المواطنين.

وفي حديثه عن الأولويات الرئيسية التي تستهدفها هذه البرامج الجديدة، أشار عامل الإقليم إلى النهوض بالتشغيل من خلال تثمين المؤهلات الاقتصادية المحلية ودعم الاستثمار وريادة الأعمال، وتقوية الخدمات الاجتماعية الأساسية، خاصة في مجالي التعليم والصحة، للحد من التفاوتات المجالية، بالإضافة إلى التدبير المستدام للموارد المائية في ظل الإجهاد المائي والتغيرات المناخية، وكذا التأهيل الترابي المندمج.

ويتمثل الهدف الأسمى في تقليص الفوارق المجالية، وتحسين ظروف عيش المواطنين، وتعزيز جاذبية وتنافسية المجالات الترابية، وخلق فرص الشغل.

كما استعرض عامل الإقليم بالتفصيل، المنهجية المعتمدة والمراحل الأساسية لإعداد برنامج التنمية الترابية المندمجة للإقليم، انطلاقا من مقاربة محلية تهدف إلى صياغة مشاريع بالتشاور مع المواطنين للاستجابة لمطالبهم، مؤكدا في هذا السياق أن الهدف هو وضع المواطن في صلب عملية التنمية الترابية.

وإلى جانب ممثلي المصالح اللاممركزة والمؤسسات العمومية، شهد اللقاء مشاركة واسعة من المنتخبين والفاعلين الاقتصاديين والشباب والنسيج الجمعوي والتعاوني، الذين ساهموا من خلال تدخلاتهم في تسليط الضوء على أهم التحديات التنموية التي يواجهها الاقليم في مختلف القطاعات الحيوية.

وتم تنظيم ورشات عمل ضمن هذا اللقاء التشاوري، بهدف تحديد الحاجيات والأولويات والمقترحات من قبل الفاعلين المحليين، حول مواضيع تتعلق بالنهوض بالتشغيل، والتعليم والتكوين، والرعاية الصحية، والتدبير الاستباقي والمستدام للموارد المائية، وكذا التأهيل الترابي المندمج.

وثمن المشاركون هذه المبادرة التي تتيح فرصة الاستماع والنقاش والتفاعل في إطار تشخيص ترابي تشاركي ومعمق، يروم وضع أسس برامج ومشاريع تنموية مبتكرة ذات أثر ملموس على المواطنين، معبرين عن التزامهم واستعدادهم للمساهمة في إعداد برنامج تنمية ترابية مندمجة يستجيب لحاجيات الإقليم.