بقلم : عزالدين قدوري
شهدت مدينة تاوريرت مؤخرا حدثا لافتا تمثل في استقبال آليات جديدة للنظافة، وهو ما أثار جدلا واسعا بين سكان المدينة. فبينما رأى البعض في هذه الخطوة بصيص أمل لتحسين وضع النظافة الذي عانت منه المدينة طويلا، اعتبرها آخرون إنجازا عاديا لا يستحق كل هذا الاهتمام و الاحتفالات الصاخبة و الترويج.
وفي ظل هذا الجدل، يبرز تساؤل مهم حول أولويات المسؤولين المحليين في تاوريرت. فهل ينبغي أن ينظر إلى النظافة كإنجاز ضخم يستحق الاحتفال، أم أنها مجرد حق أساسي من حقوق المواطنين و واجب على المسؤولين إنجازه بكل سهولة ويسر؟
ما يلاحظه العديد من المراقبين هو أن بعض المنتخبين في تاوريرت ما زالوا يتبنون عقلية الإدارة القديمة، حيث يحولون المهام اليومية العادية والأساسية إلى إنجازات كبيرة. في الوقت الذي يمكن فيه إبرام عقد مع شركة نظافة معينة في جلسة واحدة، يتم التعامل مع الأمر كأنه إنجاز تاريخي يستغرق جهدا ووقتا كبيرين.
إن التحدي الحقيقي أمام المسؤولين اليوم ليس في كيفية توفير آليات النظافة، بل في الانتقال إلى قضايا أكثر أهمية وأكثر تأثيرا على مستقبل المدينة وسكانها. المدن التي تسعى إلى تحقيق تنمية حقيقية تضع في صدارة أولوياتها قضايا مثل جلب الاستثمار من خلال توفير بيئة جاذبة للمستثمرين المحليين والأجانب.
و تطوير البنية التحتية سواء كانت طرقا، أو شبكات إنارة، أو مرافق رياضية، بما يواكب متطلبات العصر ويشجع المستثمرين على الاستقرار في المدينة.
و الارتقاء بالخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، من خلال الترافع من أجل جلب الأطر الطبية والتعليمية، وتوفير المعدات والأجهزة اللازمة للمراكز الصحية.
إن التركيز على قضايا النظافة كإنجاز رئيسي في مدينة تاوريرت، في حين أن مدنا أخرى تنافس على جذب المشاريع الكبرى وخلق فرص العمل، يظهر فجوة في التفكير الإداري والتسيير. فبدلا من أن يضيع وقت المسؤولين في الترويج لمهمة كان يجب أن تنجز منذ زمن، كان الأجدر بهم توجيه جهودهم نحو التخطيط لمستقبل المدينة.
وفي الختام، تبقى الكرة في ملعب ممثلي ساكنة تاوريرت الذين أوكلت إليهم مهمة تسيير الشأن المحلي. هل سيواصلون التعامل مع الأمور الثانوية كإنجازات رئيسية، أم سيتغير نهجهم ليصبح أكثر شمولية، يركز على القضايا الكبرى التي تضمن مستقبلا أفضل للمدينة وأجيالها القادمة؟ ونتمنى أن تسير الأمور على نحو جيد.
بلاغ امني : مستجدات في قضية الشابة ضحية الإجهاض .
هذه هي حقيقة مدينة تاوريرت .. بــدون روتــوش







من كان يعبد هبلا فان هبل قد رحل .....







