بقلم: عزالدين قدوري

 مع اقتراب موسم الصيف و ارتفاع درجات الحرارة تدريجيا، تتجدد التساؤلات في مدينة تاوريرت حول مصير المسابح البلدية. هذه التساؤلات تحمل في طياتها مرارة الانتظار الطويل، فقد انتظرت الساكنة لسنوات عديدة إنشاء مسابح بالمدينة، وبعد أن تحققت رغبتهم و تم بناؤها بالفعل، يبقى الواقع مؤسفا، إذ ظلت هذه المسابح مغلقة ولم يتم استغلالها قط حتى الآن. فبينما يبحث السكان، خاصة الأطفال والشباب، عن متنفس للتخفيف من وطأة الحر، يبقى الغموض يلف قرار فتح هذه المرافق الحيوية، مما يثير استياء ومطالبات بالتعجيل بإعادة تشغيلها.
لطالما شكلت المسابح البلدية في تاوريرت، لو قدر لها أن تعمل، ملاذا صيفيا للكثيرين، و وجهة مفضلة للعائلات التي لا تملك رفاهية التوجه إلى الشواطئ البعيدة. كان من المفترض أن توفر هذه المسابح مساحة للترفيه والسباحة بأسعار رمزية، مما يجعلها في متناول جميع الفئات الاجتماعية. ومع ذلك، وعلى الرغم من اكتمال بنائها، شهدت هذه المرافق إغلاقا متواصلا ومستغربا منذ إنشائها، دون أن يستفيد منها أحد، لأسباب متعددة تتراوح بين الصيانة ونقص الموارد أو حتى ظروف استثنائية.
ومع اقتراب موسم الحرارة الشديدة، يزداد القلق بين أهالي تاوريرت بشأن عدم وجود بدائل مناسبة للتبريد والترفيه، خاصة وأن لديهم الآن بنية تحتية جاهزة لا تستغل. لا نفهم لماذا تبقى هذه المسابح مغلقة بعد كل هذا الانتظار والبناء ، يقول أحد الآباء، مضيفا: “أطفالنا بحاجة ماسة لمكان آمن ومناسب للعب والسباحة بعيدا عن حرارة الصيف الخانقة، والحل موجود لكنه غير مستغل.
تتجه الأنظار الآن نحو المجلس البلدي لمدينة تاوريرت، والجهات المسؤولة عن إدارة هذه المرافق. هل سيتم اتخاذ قرار جريء بإعادة فتح المسابح بعد فترة طويلة من الإغلاق والإهمال في التشغيل؟ أم أن الوضع سيستمر على ما هو عليه، مما يحرم السكان من خدمة أساسية في فصل الصيف، ويجعل من هذه المنشآت مجرد هياكل خاوية مثلها مثل العديد من المنشآت بالمدينة ؟
المطالبات ليست محصورة فقط على إعادة الفتح، بل تمتد لتشمل ضرورة تأهيل هذه المسابح وصيانتها بشكل دوري لضمان سلامة وراحة المستفيدين فور تشغيلها. فالبناء وحده لا يكفي، بل يجب أن يتبعه تخطيط لإدارتها وصيانتها بفعالية.
يبقى الأمل معلقا في نفوس سكان تاوريرت بأن يشهد هذا الصيف عودة الحياة إلى المسابح البلدية، وأن يتم أخيرا استغلال هذه المرافق التي انتظروها طويلا، لتصبح متنفسا حقيقيا يساهم في تخفيف أعباء الحرارة وتوفير بيئة ترفيهية آمنة ومنعشة لجميع أفراد المجتمع. فهل تستجيب الجهات المعنية لهذه المطالبات وتفتح أبواب المسابح على مصراعيها لاستقبال المصطافين المحليين؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف مصير هذه المرافق الحيوية.