تاوريرت بريس :

 عاشت و لا زالت تعيش ساكنة حي لمحاريك بمدينة تاوريرت حالة من الرعب والهلع بعد هجوم كلب مسعور على عدد من الأشخاص، قيل انه سبب ست إصابات، من بينها حالتان خطيرتان تستدعيان نقلهما إلى مدينة وجدة للعلاج. الحادث يعيد إلى الواجهة قضية انتشار الكلاب الضالة بمدينة تاوريرت، والتي تعاني منذ مدة طويلة من هذه الظاهرة، وسط غياب تدخل الجهات المعنية في الوقت المناسب.
هذا الخطر الداهم وغياب التدخل ، جعل الساكنة تعيش في خوف مستمر، خاصة الأطفال الذين أصبحوا محاصرين في بيوتهم، غير قادرين على الخروج و الذهاب الى مدارسهم خوفا من التعرض لهجوم مماثل. وبالرغم من خطورة الوضع، فإن المجلس الجماعي والمنتخبين لم يحركوا ساكنا، مما يطرح تساؤلات حول الجهة المسؤولة عن حماية المواطنين من هذه التهديدات المتكررة.
هذه ليست المرة الأولى التي يتكرر فيها مثل هذا السيناريو، حيث يظل الوضع كما هو حتى وقوع كارثة، عندها فقط تتحرك الجهات المعنية. التساؤلات تتزايد حول غياب المسؤولين المحليين، وانشغالهم بأمور أخرى بدلا من العمل على ضمان الأمن الصحي والسلامة العامة للمواطنين.
في سياق مماثل و مرتبط بمسؤولية المجلس الجماعي والمنتخبين بين الإهمال والمحاسبة ، قضت المحكمة الإدارية بأكادير مؤخرا بتغريم جماعة أكادير مبلغ 50 ألف درهم لرجل أمن تعرض لهجوم من طرف كلاب ضالة، ما أدى إلى إصابته بكسور أثناء قيادته لدراجته النارية. هذا الحكم القضائي، الذي نقلته هسبريس في 13 يوليوز 2023، يفتح الباب أمام إمكانية لجوء المواطنين للقضاء الإداري لمطالبة المجلس الجماعي بتحمل مسؤوليته تجاه هذا الخطر.
وفي المقابل، شهدت مدينة العيون خطوة إيجابية في التعامل مع هذه الظاهرة، حيث أطلقت الجماعة المحلية حملة لتجميع ومكافحة الكلاب الضالة استجابة لشكاوى المواطنين، وذلك في إطار مواجهة داء السعار. وقد دعت الجماعة مالكي الكلاب إلى إبقائها مربوطة أو مكممة خلال الحملة، كما أكدت أن أي كلب يتم العثور عليه في حالة شرود سيكون ضمن المستهدفين من العملية. كما طلبت الجماعة من المواطنين تسجيل أماكن وجود الكلاب الضالة عبر بوابة التعاليق أو من خلال الرسائل الخاصة على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، وفقا لما أوردته هسبريس يوم 22 فبراير 2025.
إذا كانت بعض المدن المغربية قد بدأت تشهد تحركات قضائية لمحاسبة المسؤولين عن انتشار الكلاب الضالة، وأخرى تبادر إلى اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المواطنين، فإن السؤال المطروح: هل سيتحرك سكان تاوريرت لمساءلة مجلسهم الجماعي ومنتخبيهم؟ أم سيستمر الوضع في تجاهل أرواح المواطنين وسلامتهم؟
إن استمرار تجاهل هذه المشكلة من قبل المجلس الجماعي يزيد من معاناة السكان، ويجعلهم عرضة لخطر دائم. المطلوب اليوم هو تحرك عاجل وفعلي للقضاء على ظاهرة الكلاب الضالة واتخاذ إجراءات استباقية، قبل أن تتحول هذه الظاهرة إلى مأساة أكبر. فإلى متى سيظل المواطن وحده في مواجهة الخطر؟